فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۚ بَلۡ هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (3)

{ أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون3 }

كلمات ربنا صدق وعدل ، وشهد سبحانه- وكفى به شهيدا- أن القرآن تنزيله ، وعجيب أن يستكبر المنكرون ، ويتطاول الجاحدون ، فيزعمون أن محمدا- صلى الله عليه وسلم- اختلقه وادعى أنه أوحي إليه به ، كيف يستقيم زعمهم هذا وقد قامت الحجة تلو الحجة ، والبرهان فوق البرهان على أنه كلام الملك الديان ؟ ! بل هو الحق الذي لا يأتيه الباطل ، ومهما أراد الكافرون الكاذبون أن يطفئوا نور الله فإن الله متم نوره ، وأوحينا إليك هذا القرآن لتحذر قومك ، الذين لم أبعث فيهم رسولا قبلك ، لتحذرهم بأسنا وبطشتنا لعل التحذير يستنقذهم من الإهلاك والتدمير ، فإنهم إن تبينوا الهدي واتبعوه نجوا ، وإن كذبوا بالكتاب وبما أرسلتك به حق عليهم العذاب- العاجل منه والآجل- وقريش لم يبعث فيها نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، والقول الرباني الكريم{ لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك } لا ينافي أنه صلى الله عليه وسلم مبعوث بالقرآن ووحي الله إلى العالمين كافة- جنهم وإنسهم ، عربهم وعجمهم ، أولهم وآخرهم ، من عاشوا معه وأدركوه حيا ، أو من يجيء بعده إلى يوم القيامة- فإن الله تعالى يقول : )تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا( {[3492]} ويقول- تبارك اسمه- : )وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا . . ( {[3493]} ويقول – عز مقامه- : ) قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا . . ( {[3494]} ويقول : ) . . ولكن رسول الله وخاتم النبيين . . ( {[3495]} .


[3492]:سورة الفرقان. الآية 1.
[3493]:سورة سبأ. من الآية 28.
[3494]:سورة الأعراف. من الآية 158.
[3495]:سورة الأحزاب. من الآية 40.