الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۚ بَلۡ هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (3)

ثم قال : { أم يقولون افتراه } .

قال أبو عبيدة : معناه : بل يقولون{[55023]} . وهو خروج من حديث إلى حديث .

وقال الزجاج : التقدير : أيقولون{[55024]} . والتقدير عند الطبري : أيقولون ، يعني المشركين أيقولون اختلق محمد صلى الله عليه وسلم هذا القرآن من قبل نفسه ، وأم عنده تقرير كالألف{[55025]} .

ثم أكذبهم الله في قولهم فقال : { بل هو الحق من ربك } أي : هو الصدق من عند ربك أنزله عليك ، لتنذر قوما بأس الله أن يحل بهم على كفرهم لم يأتهم نذير من قبلك .

{ لعلهم يهتدون } أي : يهتدون إلى طريق النجاة من عذاب الله . أجاز بعض النحويين الوقف على { ربك }{[55026]} ، على أن تكون اللام متعلقة بفعل محذوف ، والتقدير : وأنزله عليك لتنذر . وأجاز أبو حاتم الوقف على { افتراه }{[55027]} .


[55023]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/130
[55024]:انظر: معاني الزجاج 4/203
[55025]:انظر: جامع البيان 21/90
[55026]:انظر: القطع والائتناف 570، وفيه نسبة هذا القول إلى بعض نحويي الكوفة دون تحديدهم.
[55027]:انظر: القطع والائتناف 570