قوله : { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } { أم } ، المنقطعة ، بمعنى بل والهمزة للاستفهام ؛ أي بل أيقولون افتراه . وذلك على سبيل الإنكار لزعمهم ، والتعجيب من جحودهم وتكذيبهم ، وهم موقنون في قرارة نفوسهم أن هذا القرآن فذ وأنه متميز في نظمه وأسلوبه ومستواه ، وأنه ليس له في الكلام نظير ، وقد تحداهم أن يأتوا ببعض من مثله فما استطاعوا .
قوله : { بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } أضرب عن إنكارهم وزعمهم الفاسد ، إلى الإعلان الجازم بأنه الحق المنزل من عند الله ، فهو ليس من لدن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا في مقدور بشر أن يضاهيه أو يصطنع مثله .
قوله : { لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } { نَّذِيرٍ } ، من الإنذار وهو التحذير والتخويف في الإبلاغ{[3670]} .
يعني أنزل الله إليك هذا القرآن لتبلغ هؤلاء الذين لم يأتهم قبل ذلك أحد من الرسل ، وهم أهل الفترة ، فتحذرهم بأس الله وتخوفهم من عذابه الأليم .
قوله : { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } أي يثوبون إلى ربهم فيعبدونه وحده ، ويحجمون عن عبادة غيره من الأصنام ومختلف الأنداد . والمراد بقوله : { لَعَلَّهُمْ } الترجي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فهو يرجو راغبا بشدة أن يهتدي قومه إلى سواء السبيل{[3671]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.