فلما نزله جبريل عليه السلام جحده قريش ، وقالوا : إنما يقوله من تلقاء نفسه . فنزل { أَمْ يَقُولُونَ افتراه } يعني : أيقولون اختلقه من ذات نفسه . وقال أهل اللغة : فرى يفري إذا قطعه للإصلاح . وأفرى يفري : إذا قطعه للاستهلاك . فأكذبهم الله عز وجل قال : { بَلْ هُوَ الحق مِن رَّبّكَ } يعني : القرآن . ولو لم يكن من الله عز وجل ، لم يكن حقاً وكان باطلاً ، ويقال : { بَلْ هُوَ الحق مِن رَّبّكَ } يعني : نزل من عند ربك { لِتُنذِرَ قَوْماً } يعني : كفار قريش { مَّا أتاهم من نَّذِيرٍ من قَبْلِكَ } يعني : لم يأتهم في عصرك . ولكن أتاهم من قبل ، لأن الأنبياء المتقدمين عليهم السلام ما كانوا إلى جميع الناس . ويقال : معناه : لم يشاهدوا نذيراً قبلك . وإنما الإنذار قد كان سبق لأنه قال : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حتى نَبْعَثَ رَسُولاً } [ الإسراء : 15 ] وقد سبق الرسل . ويقال : { مَّا آتاهم من نذِيرٍ من قَبْلِكَ } يعني : من قومهم من قريش .
ثم قال : { لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } يعني : يهتدون من الضلالة . وأصل الإنذار هو الإسلام . يقال : أنذر العدو إذا أعلمه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.