لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۚ بَلۡ هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (3)

{ أم يقولون } يعني بل يقولون يعني المشركين { افتراه } يعني اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم من تلقاء نفسه { بل هو الحق } يعني القرآن { من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك } يعني العرب كانوا أمة أمية لم يأتهم نذير قبل محمد صلى الله عليه وسلم . وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وذلك في الفترة التي كانت بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم . فإن قلت إذا لم يأتهم رسول لم تقم عليهم حجة . قلت : أما قيام الحجة بالشرائع التي لا يدرك علمها إلا من جهة الرسل فلا وأما قيام الحجة بمعرفة الله وتوحيده فنعم لأن معهم أدلة العقل الموصلة إلى ذلك في كل زمان { لعلهم يهتدون } يعني تنذرهم راجياً اهتداءهم .