الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۚ بَلۡ هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (3)

وقوله : { أَمْ يَقُولُونَ } [ السجدة : 3 ] إضرابٌ كأنَّه قال : بل أيقولون : ثم ردَّ على مقالتِهم وأخبَرَ أنّه الحقُّ من عند اللّه .

وقوله سبحانه : { مَا آتاهم } أي : لم يُبَاشِرْهم ولا رأوه هم ولا آباؤهم العربُ .

وقوله تعالى : { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [ فاطر : 24 ] يعم من بُوشِر من النذُر ومَنْ سَمِع بهِ ، فالعربُ مِن الأمم التي خلت فيها النذر على هذا الوجه ، لأنها علمت بإبرَاهيم وبنيه ، وبدعوتهم ، ولم يأتهم نذيرٌ مباشرٌ لهم سوى محمد صلى الله عليه وسلم .

وقال ابن عباس ومقاتل : المعنى : لم يأتهم نذير في الفترة بين عيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم .