أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (63)

شرح الكلمات :

{ اتخذناهم سخريا } : أي كنا نسخر منهم في الدنيا .

{ أم زاغت عنهم الأبصار } : أي أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار ؟ فلم نرهم .

المعنى :

{ اتخذناهم } في الدنيا { سخريا } نسخر منهم يعنون فقراء المسلمين كبلال وعمّار وصهيب وخبيب ، أمفقودون هم { أم زاغت عنهم } أبصارنا فلم نرهم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (63)

" أتخذناهم سخريا " قال مجاهد : أتخذناهم سخريا في الدنيا فأخطأنا " أم زاغت عنهم الأبصار " فلم نعلم مكانهم . قال الحسن : كل ذلك قد فعلوا ، اتخذوهم سخريا ، وزاغت عنهم أبصارهم في الدنيا محقرة لهم . وقيل : معنى " أم زاغت عنهم الأبصار " أي أهم معنا في النار فلا نراهم . وكان ابن كثير والأعمش وأبو عمر وحمزة والكسائي يقرؤون " من الأشرار اتخذناهم " بحذف الألف في الوصل . وكان أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وابن عامر يقرؤون " أتخذناهم " بقطع الألف على الاستفهام وسقطت ألف الوصل ؛ لأنه قد استغنى عنها ، فمن قرأ بحذف الألف لم يقف على " الأشرار " لأن " أتخذناهم " حال . وقال النحاس والسجستاني : هو نعت لرجال . قال ابن الأنباري : وهذا خطأ ؛ لأن النعت لا يكون ماضيا ولا مستقبلا . ومن قرأ : " أتخذناهم " بقطع الألف وقف على " الأشرار " قال الفراء : والاستفهام هنا بمعنى التوبيخ والتعجب . " أم زاغت عنهم الأبصار " إذا قرأت بالاستفهام كانت أم للتسوية ، وإذا قرأت بغير الاستفهام فهي بمعنى بل . وقرأ بو جعفر ونافع وشيبة والمفضل وهبيرة ويحيى والأعمش وحمزة والكسائي : " سخريا " بضم السين . الباقون بالكسر . قال أبو عبيدة : من كسر جعله من الهزء ومن ضم جعله من التسخير . وقد تقدم .