أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

المعنى :

في أي صورة ما شاء ركبك إن شاء بيضك أو سودك طولك أو قصرك جعلك ذكراً أو أنثى إنسانا أو حيواناً قرداً أو خنزيراً هل هناك من يصرفه عما أراد لك والجواب لا أحد إذاً كيف يسوغ لك الكفر به وعصيانه والخروج عن طاعته وبعد هذا التوبيخ والتأنيب قال تعالى { كلا } .

/ذ1

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

إن هذا إلا من جهلك وظلمك وعنادك وغشمك ، فاحمد الله أن لم يجعل صورتك صورة كلب أو حمار ، أو نحوهما من الحيوانات ؛ فلهذا قال تعالى : { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

ولما أضاء بهذا إضاءة الشمس أنه عظيم القدرة على كل ما يريد ، أنتج قوله معلقاً ب " ركب " : { في أيّ صورة }{[72043]} من الصور التي تعرفها والتي لا تعرفها من الدواب والطيور وغير ذلك من الحيوان-{[72044]} ، ولما كان المراد تقرير المعنى غاية التقرير ، أثبت النافي في سياق الإثبات لينتفي ضد ما أثبته الكلام فيصير ثبات المعنى على غاية من-{[72045]} القوة التي لا مزيد عليها ، فقال-{[72046]} : { ما شاء ركبك * } أي ألف تركيب أعضائك وجمع الروح إلى البدن ، روى الطبراني{[72047]} في معاجمه الثلاثة برجال ثقات عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أراد الله جل اسمه أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل-{[72048]} عرق وعصب منها ، فلما كان اليوم السابع أحضر الله له كل عرق بينه وبين آدم ، ثم قرأ-{[72049]} { في أي صورة ما شاء ركبك } [ الانفطار : 8 ] " فتحرر بهذا الإنسان رقيق رقاً لازماً ، ومن خلع ربقة{[72050]} ذلك الرق اللازم وكل إلى نفسه فهلك .


[72043]:زيد في م: أي.
[72044]:زيد من ظ و م.
[72045]:زيد من ظ و م.
[72046]:زيد من م.
[72047]:راجع مجمع الزوائد 7/134.
[72048]:زيد من ظ و م.
[72049]:زيد من ظ و م.
[72050]:من ظ و م، وفي الأصل: رقبة.