لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

{ في أي صورة ما شاء ركبك } أي في أي شبه من أب أو أم أو خال أو عم ، وجاء في الحديث " إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضر كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ : { في أي صورة ما شاء ركبك } " ، وقيل معناه إن شاء ركبك في صورة إنسان ، وإن شاء في صورة دابة أو حيوان ، وقيل في أي صورة ما شاء ركبك من الصور المختلفة بحسب الطول ، والقصر ، والحسن ، والقبح والذكورة ، والأنوثة ، وفي هذه دلالة على قدرة الصانع المختار القادر . وذلك أنه لما اختلفت الهيئات ، والصفات دل ذلك على كمال القدرة ، واتساع الصنعة ، وأن المدبر المختار هو الله تعالى .