غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

1

قال النحويون : " ما " في { ما شاء } مزيدة قلت : وذلك بالنظر إلى أصل المعنى وإلا فهي مفيدة للتأكيد أي في كل صورة من الصور شاء كقوله { هو الذي يصوّركم في الأرحام كيف يشاء } [ آل عمران :6 ] وإنما لم يقل " ففي أي صورة " بالفاء العاطفة على نسق ما تقدّمها لأنها كالبيان بعد ذلك . والجارّ متعلق بركب أي ركبك في أي صورة اقتضتها حكمته أو بمحذوف أي حاصلاً في بعض الصور المرادة . وجوّز جار الله أن يتعلق ب { عدّلك } ويكون في أيّ معنى التعجب أي فعدّلك في صورة عجيبة ثم قال ما شاء أي ركبك ما شاء من التركيب . قال الحسن : منهم من صوّره ليستخلصه له ، ومنهم من صوّره ليشغله بغيره . قلت : الأوّلون مظاهر اللطف والجمال ، والآخرون مظاهر القهر والجلال .

/خ19