الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن شاهين وابن قانع والطبراني وابن مردويه من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : «ما ولد لك ؟ قال يا رسول الله : ما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية . قال : فمن يشبه ؟ قال يا رسول الله : ما عسى أن يشبه أباه وإما أمه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عند هامه لا تقولن هذا إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم فركب خلقه في صورة من تلك الصور ، أما قرأت هذه الآية في كتاب الله { في أي صورة ما شاء ركبك } من نسلك ما بينك وبين آدم » .

وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه بسند جيد والبيهقي في الأسماء والصفات عن مالك بن الحويرث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا أراد الله أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعصب منها ، فإذا كان اليوم السابع أحضر الله كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ { في أي صورة ما شاء ركبك } » .

وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الله بن بريدة «أن رجلاً من الأنصار ولدت له امرأته غلاماً أسود فأخذ بيد امرأته فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : والذي بعثك بالحق لقد تزوجني بكراً وما أقعدت مقعده أحداً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صدقت إن لك تسعة وتسعين عرقاً وله مثل ذلك ، فإذا كان حين الولد اضطربت العروق كلها ليس منها عرق إلا يسأل الله أن يجعل الشبه له » .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد { في أي صورة ما شاء ركبك } قال : إما قبيحاً وإما حسناً ، وشبه أب أو أم أو خال أو عم .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والرامهرمزي في الأمثال عن أبي صالح { في أيّ صورة ما شاء ركبك } قال : إن شاء حماراً وإن شاء خنزيراً وإن شاء فرساً وإن شاء إنساناً .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله : { في أيّ صورة ما شاء ركبك } قال : إن شاء قرداً ، وإن شاء صورة خنزير ، والله تعالى أعلم .