الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

{ مَّا } في { مَّا شَآءَ } مزيدة ، أي : ركبك في أيّ صورة اقتضتها مشيئته وحكمته من الصور المختلقة في الحسن والقبح والطول والقصر والذكورة والأنوثة ، والشبه ببعض الأقارب وخلاف الشبه

فإن قلت : هلا عطفت هذه الجملة كما عطف ما قبلها ؟ قلت : لأنها بيان لعدلك .

فإن قلت : بم يتعلق الجار ؟ قلت : يجوز أن يتعلق بركبك . على معنى : وضعك في بعض الصور ومكنك فيه ، وبمحذوف أي ركبك حاصلاً في بعض الصور ؛ ومحله النصب على الحال إن علق بمحذوف ويجوز أن يتعلق بعدلك ، ويكون في ( أي ) معنى التعجب ، أي فعدلك في صورة عجيبة ، ثم قال : ما شاء ركبك . أي ركبك ما شاء من التراكيب ، يعني تركيباً حسناً .