بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

{ في أي صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ } يعني : شبهك بأي صورة شاء ، إن شاء بالوالد ، وإن شاء بالوالدة . قرأ عاصم والكسائي وحمزة : { فعدلك } بالتخفيف ، والباقون بالتشديد . فمن قرأ بالتخفيف ، جعل { في } المعنى إلى ، فكأنه قال : { فعدلك } إلى أي صورة شاء أن يركبك ، يعني : صرفك إلى ما شاء من الصور من الحسن والقبح . ومن قرأ بالتشديد فمعناه : قومك ، ويكون { ما } صلة ، وقد تم الكلام عند قوله : { فعدلك } ثم ابتدأ فقال : { في أي صورة شاء ركبك } ، ويقال : { ما } في معنى الشرط والجزاء والمعنى : أي صورة ما شاء أن يركبك فيها ركبك ، ويكون { شاء } بمعنى يشاء .