البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} (8)

والظاهر أن قوله : { في أي صورة } يتعلق بربك ، أي وضعك في صورة اقتضتها مشيئة من حسن وطول وذكورة ، وشبه ببعض الأقارب أو مقابل ذلك .

وما زائدة ، وشاء في موضع الصفة لصورة ، ولم يعطف { ركبك } بالفاء كالذي قبله ، لأنه بيان لعدلك ، وكون في أي صورة متعلقاً بربك هو قول الجمهور .

وقيل : يتعلق بمحذوف ، أي ركبك حاصلاً في بعض الصور .

وقال بعض المتأولين : إنه يتعلق بقوله : { فعدلك } ، أي : لك في صورة ، أي صورة ؛ وأي تقتضي التعجيب والتعظيم ، فلم يجعلك في صورة خنزير أو حمار ؛ وعلى هذا تكون ما منصوبة بشاء ، كأنه قال : أي تركيب حسن شاء ركبك ، والتركيب : التأليف وجمع شيء إلى شيء .

وأدغم خارجة عن نافع ركبك كلا ، كأبي عمرو في إدغامه الكبير .