أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{فَرَجَعَ مُوسَىٰٓ إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ غَضۡبَٰنَ أَسِفٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَمۡ يَعِدۡكُمۡ رَبُّكُمۡ وَعۡدًا حَسَنًاۚ أَفَطَالَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡعَهۡدُ أَمۡ أَرَدتُّمۡ أَن يَحِلَّ عَلَيۡكُمۡ غَضَبٞ مِّن رَّبِّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُم مَّوۡعِدِي} (86)

شرح الكلمات :

{ غضبان أسفاً } : أي شديد الغضب والحزن .

{ وعداً حسناً } : أي بأن يعطيكم التوراة فيها نظام حياتكم وشريعة ربكم لتكملوا عليها وتسعدوا .

{ أفطال عليكم العهد } : أي مدة الموعد وهي ثلاثون يوماً قبل أن يكملها الله تعالى أربعين يوماً .

{ بملكنا } : أي بأمرنا وطاقنا ، ولكن غلب علينا الهوى فلم نقدر على إنجاز الوعد بالسير وراءك .

المعنى :

ولما انتهت المناجاة وأعطى الله تعالى موسى الألواح التي فيها التوراة { فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً } أي حزينا إلى قومه فقال لهم لما أخبر تعالى عنه بقوله : { قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً } فذكرهم بوعد الله تعالى لهم بإنجائهم من آل فرعون وإكرامهم بالملك والسيادة موبخاً لهم على خطيئتهم بتخلفهم عن السير وراءه وانشغالهم بعبادة العجل والخلافات الشديدة بينهم ، وقوله { أفطال عليكم العهد } أي لم يطل فالمدة هي ثلاثون يوماً فلم تكتمل حتى فتنتم وعبدتم غير الله تعالى ، قوله { أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم } أي بل أردتم بصنيعكم الفاسد أن يجب عليكم غضب من ربكم فحل بكم ، { فأخلفتم موعدي } بعكوفكم على عبادة العجل وترككم السير على أثرى لحضور موعد الرب تعالى الذي واعدكم .

الهداية

- مشروعية الغضب لله تعالى والحزن على ترك عبادته بمخالفة أمره ونهيه .