تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَرَجَعَ مُوسَىٰٓ إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ غَضۡبَٰنَ أَسِفٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَمۡ يَعِدۡكُمۡ رَبُّكُمۡ وَعۡدًا حَسَنًاۚ أَفَطَالَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡعَهۡدُ أَمۡ أَرَدتُّمۡ أَن يَحِلَّ عَلَيۡكُمۡ غَضَبٞ مِّن رَّبِّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُم مَّوۡعِدِي} (86)

{ فرجع موسى } من الجبل { إلى قومه غضبان } عليهم { أسفا } حزينا لعبادتهم العجل { قال } لهم { يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا } يعنى حقا كقوله سبحانه في البقرة : { . . . وقولوا للناس حسنا . . . } [ البقرة :80 ] يعنى حقا في محمد صلى الله عليه وسلم ، أن يعطيكم التوراة فيها بيان كل شيء ، والوعد حين قال عز وجل : { وواعدناكم جانب الطور الأيمن } [ طه :80 ] حين سار موسى مع السبعين ليأخذوا التوراة ، فطال عليهم العهد ، يعنى ميعاده إياهم أربعين يوما ، فذلك قوله تعالى : { أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب } يعنى أن يجب عليكم عذاب كقوله تعالى : { . . . قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب . . . } [ الأعراف : 71 ] يعنى عذاب { من ربكم فأخلفتم موعدي } آية ، يعنى الأربعين يوما ، وذلك أنهم عدوا الأيام والليالي ، فعدوا عشرين يوما وعشرين ليلة ، ثم قالوا لهارون : قد تم الأجل الذي كان بيننا وبين موسى ، فعند ذلك أضلهم السامري .