الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَرَجَعَ مُوسَىٰٓ إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ غَضۡبَٰنَ أَسِفٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَمۡ يَعِدۡكُمۡ رَبُّكُمۡ وَعۡدًا حَسَنًاۚ أَفَطَالَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡعَهۡدُ أَمۡ أَرَدتُّمۡ أَن يَحِلَّ عَلَيۡكُمۡ غَضَبٞ مِّن رَّبِّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُم مَّوۡعِدِي} (86)

{ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً } حزيناً جزعاً { قَالَ يقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً } صدقاً أنه يعطيكم التوراة { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ } مدّة مفارقتي إياكم { أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ } يجب { عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي } وذلك أنَّ الله سبحانه كان قد وقّت لموسى ثلاثين ليلة ثمَّ أتّمها بعشر ، فلمّا مضت الثلاثون قال عدو الله السامري . . .

قال سعيد بن جبير : كان السامري من أهل كرمان فقال لهم : إنما أصابكم هذا عقوبة لكم بالحلي التي معكم ، وكانت حلياً استعاروها من القبط ، فهلمّوا بها واجمعوها حتى يجيء موسى فيقضي فيه ، فجمعت ودفعت إليه فصاغ منها عجلاً في ثلاثة أيام ثمَّ قذف فيه القبضة التي أخذها من أثر فرس جبرئيل ،