النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَرَجَعَ مُوسَىٰٓ إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ غَضۡبَٰنَ أَسِفٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَمۡ يَعِدۡكُمۡ رَبُّكُمۡ وَعۡدًا حَسَنًاۚ أَفَطَالَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡعَهۡدُ أَمۡ أَرَدتُّمۡ أَن يَحِلَّ عَلَيۡكُمۡ غَضَبٞ مِّن رَّبِّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُم مَّوۡعِدِي} (86)

قوله تعالى : { غَضْبَانَ أَسِفاً } فيه خمسة أوجه :

أحدها : أن الأسف أشد الغضب .

الثاني : الحزين ، قاله ابن عباس وقتادة والسدي .

الثالث : أنه الجزع ، قاله مجاهد .

الرابع : أنه المتندم .

الخامس : أنه المتحسِّر .

قوله تعالى : { أَلَمْ يَعِدُكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حسناً } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : أنه وعدكم النصر والظفر .

الثاني : أنه قوله : { وِإِنِّي لَغَفَّارٌ } الآية .

الثالث : التوراة فيها هدى ونور ليعملوا بما فيها فيستحقوا ثواب عملهم .

الرابع : أنه ما وعدهم به في الآخرة على التمسك بدينه في الدنيا ، قاله الحسن .

وفي قوله تعالى : { فَأَخَلَفْتُم مَّوْعِدِي } وجهان :

أحدهما{[1915]} : أنه وعدهم على أثره للميقات فتوقفوا .


[1915]:لم يذكر الوجه الثاني، وجاء في تفسير القرطبي: لأنهم وعدوه أن يقيموا على طاعة الله إلى أن يرجع إليهم من الطور.