أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيٓ أَعۡلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ مِنۡ عِندِهِۦ وَمَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (37)

شرح الكلمات :

{ عاقبة الدار } : أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة .

{ إنه لا يفلح الظالمون } : أي المشركون الكافرون .

المعنى :

وهنا رد موسى على فرعون بأحسن رد وهو ما أخبر تعالى به عنه بقوله : { وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده } أي من عند الرب تعالى { ومن تكون له عاقبة الدار } أي العاقبة المحمودة يوم القيامة ، ولم يقل له اسكت يا ضال يا كافر إنك من أهل النار بل تلطف معه غاية اللطف امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله { وقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى } وقوله { إنه لا يفلح الظالمون } أي الكافرون والمشركون بربهم هذا من جملة قول موسى لفرعون الذي تلطف فيه وألانه غاية اللين .

الهداية :

- مشروعية التلطف في خطاب الجبابرة وإلانة القول لهم ، بل هو مشروع مع كل من يدعى إلى الحق من أجل أن يتفهم القول ولا يُفِلقْ عليه بالإِغلاظ له .