فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيٓ أَعۡلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ مِنۡ عِندِهِۦ وَمَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (37)

{ وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده } يريد نفسه وإنما جاء بهذه العبارة لئلا يصرح لهم بما يريده قبل أن يوضح لهم الحجة ، والله أعلم قرئ وقال بالواو وبغيرهما ، وكذلك هو في مصاحف أهل مكة { ومن تكون له عاقبة الدار } بالفوقية وهي أوضح من قراءتها بالتحتية ، على أن اسم يكون عاقبة الدار والتذكير لوقوع الفصل ، ولأنه تأنيث مجازي ، والمراد بالدار هنا الدنيا ، وعاقبتهما هي الجنة ، وإنما كانت عاقبة لها لأن الدنيا خلقت مجازا وطريقا إليها أو المراد بالدار الدار الآخرة الصادقة على الجنة والنار والإضافة بمعنى في ، والمعنى ومن تكون له العاقبة المحمودة في الدار الآخرة { إنه لا يفلح الظالمون } أي إن الشأن أنهم لا يفوزون بمطلب خير .