تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيٓ أَعۡلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ مِنۡ عِندِهِۦ وَمَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (37)

[ الآية 37 ] [ وقوله تعالى ]{[15346]} : { وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون عاقبة الدار } هذا ، والله أعلم ، كأنه ليس بجواب لقولهم : { ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين } ويكون جواب هذا ، إن كان ، هو قوله : { إنه لا يفلح الظالمون } كنى بالظلم عن السحر .

يقول ، والله أعلم : ليس بسحر لأني قد غلبتكم ، وقهرتكم ، وقد أفلحت أنا . ولو كان سحرا ما أتيتكم به لم أفلح ؛ إذ الله تعالى أخبر أن الساحر لا يفلح بقوله : { إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى } بطه : 69 ] وقال أيضا : { ما جئتم به السحر } الآية [ يونس : 81 ] وقد أصلح عملي ، فظهر أنه ليس بفساد ، ولكنه جواب قوله : { ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار } ما ذكر في سورة المص [ حين قال ]{[15347]} { وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقاتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون } [ الأعراف : 127 ] فقال عند ذلك { ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار } أنتم أو نحن .

ويكون{[15348]} { ربي أعلم بمن جاء بِالْهُدَى من عنده } جوابا لقوله : { وما أهديكم إلا سبيل الرشاد } [ غافر : 29 ] والله أعلم .


[15346]:- في الأصل وم: ثم قال.
[15347]:- في الأصل وم: حيث قالوا.
[15348]:- في الأصل وم: ويقول.