غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيٓ أَعۡلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ مِنۡ عِندِهِۦ وَمَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (37)

22

من قرأ { قال موسى } بغير واو فعلى طريقة السؤال والجواب . ووجه قراءة الأكثرين أنهم قالوا ذلك { وقال موسى } هذا ليوازن العاقل الناظر بين القولين فيتبين له الغث من السمين . وقوله { ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده } إفحام لخصم المعاند إذ لا سبيل إلى دفاعه بالحجة أي يعلم أني محق وأنهم مبطلون . وقوله { ومن تكون له عاقبة الدار } يعني العاقبة الحميدة كأن المذمومة غير معتدّ بها ضم طريقة الوعيد إلى الإفحام المذكور . وقيل : معناه ربي أعلم بالأنبياء السالفة فهو جواب لقولهم { ما سمعنا بهذا } وقال جار الله : { ربي أعلم } بحال من أهله للفلاح حيث جعله نبياً ووعده حسنى العقبى ، ولو كان كاذباً كما يزعمون لم يؤهله لذلك لأنه لا يفلح عنده الظالمون .

/خ42