أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَسَلَكَهُۥ يَنَٰبِيعَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَجۡعَلُهُۥ حُطَٰمًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (21)

شرح الكلمات :

{ فسلكه ينابيع في الأرض } : أي أدخله في الأرض فصار جاريا تحتها ينبع منها فكان بذلك ينابيع .

{ مختلفا ألوانه } : أي ما بين أخضر وابيض وأحمر وأصفر وأنواعه من بر وشعير وذرة .

{ ثم يهيج فتراه مصفرا } : أي ييبس فتراه أيها الرائي بعد الخضرة مصفرا .

{ ثم يجعله حطاما } : أي فتاتا متكسرا .

{ إن في ذلك لذكرى } : أي إن في ذلك المذكور من إنزال الماء إلى أن يكون حطاما تذكيرا .

المعنى :

قوله تعالى { ألم تر } هذه الآية الكريمة تقرر التوحيد والبعث والجزاء بذكر مظاهر القدرة والعلم الإِلهيين ، وهما مقتضيان لوجود الله أولاً ثم وجوب الإِيمان به وبلقائه فقال تعالى مخاطبا رسوله { ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء } وهو المطر { فسلكه ينابيع في الأرض } أي أدخله فيها وأخرجه منها ينابيع بواسطة حفر وبدونه ، ثم يخرج به زرعاً من قمح وشعير وذرة وغيرها مختلفا ألوانه من أحمر وأبيض واصفر { ثم يهيج } حسب سنة الله تعالى في ذلك فيجف { فتراه مصفراً ثم يجعله حطاماً } أي فتاتا متكسراً كالتبن كل هذا يتم بقدرة الله وعلمه وتدبيره ففيه موعظة وذكرى لأولى القلوب الحيّة تهديهم إلى الإِيمان بالله وبآياته ولقائه ، وما يستتبع ذلك من الطاعة والتوحيد .

الهداية :

من الهداية :

- مظاهر العلم والقدرة الإِلهية الموجبة للإِيمان به وبرسوله ولقائه .