الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَسَلَكَهُۥ يَنَٰبِيعَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَجۡعَلُهُۥ حُطَٰمًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (21)

ثُمَّ وَقَفَ تعالى نبيَّه عليه السلام وأُمَّتَهُ على مُعْتَبَرٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ ، فقال : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنزَلَ مِنَ السماء مَاءً } الآية ، قال الطبريُّ : الإشارةُ إلى ماءِ المطرِ ونَبْعِ العيونِ منه ، و{ سَلَكَهُ } معناه : أجْرَاهُ وأدْخَلَهُ في الأرضِ ، و{ يَهِيجُ } معناه : يَيْبَسُ ، وهاجَ الزَّرْعُ والنباتُ : إذَا يَبِسَ ، والحُطَامُ : اليابِسُ المُتَفَتِّتُ ، ومعنى ( لذكرى ) أيْ : للبَعْث من القبورِ وإحياء الموتى ؛ على قياسِ هذا المِثَالِ المذكورِ .