أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَقَالَ رَجُلٞ مُّؤۡمِنٞ مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَكۡتُمُ إِيمَٰنَهُۥٓ أَتَقۡتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ وَقَدۡ جَآءَكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ مِن رَّبِّكُمۡۖ وَإِن يَكُ كَٰذِبٗا فَعَلَيۡهِ كَذِبُهُۥۖ وَإِن يَكُ صَادِقٗا يُصِبۡكُم بَعۡضُ ٱلَّذِي يَعِدُكُمۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ كَذَّابٞ} (28)

شرح الكلمات :

{ وقال رجل من آل فرعون } : هو شمعان بن عم فرعون .

{ أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟ } : أي لأن يقول ربي الله ؟ والرجل هو موسى عليه السلام .

{ بالبينات من ربكم } : أي بالمعجزات الظاهرات .

{ فعليه كذبه } : أي ضرر كذبه عليه لا عليكم .

{ يصبكم بعض الذي يعدكم } : أي بعض العذاب الذي يعدكم به في الدنيا عاجلاً غير آجل .

{ من هو مسرف كذاب } : أي مسرف في الكفر والظلم كذاب لا يقول الصدق ولا يفوه به .

المعنى :

ما زال السياق في الحديث عما دار في قصر فرعون فقد أبدى فرعون رغبته في إعدام موسى معللاً ذلك بأمرين أن يبدل دين الدولة والشعب ، والثاني أن يظهر الشغب في البلاد والتعب للدولة والمواطنين معاً . وها هو ذا رجل مؤمن من رجالات القصر يكتم إيمانه بموسى وبما جاء به من التوحيد خوفا من فرعون وملئه . ولنستمع إلى ما أخبر تعالى به عنه : { وقال رجل مؤمن } أي بموسى { من آل فرعون } إذ هو ابن عم فرعون واسمه شمعان كسلمان قال : { أتقتلون } ينكر عليهم قرار القتل { رجلاً أن يقول ربي الله } أي لأن قال ربي الله { وقد جاءكم من البينات } وهي الحجج والبراهين كالعصا واليد { من ربكم } الحق الذي لا رب لكم سواه . { وإن يك كاذباً } أي وإن فرضنا أنه كاذب فإن ضرر كذبه عائد عليه لا عليكم { وإن يك صادقاً } وهو صادق { يصبكم بعض الذي يعدكم } من العذاب العاجل . إن الله تعالى لا يهدي أي لا يوفق غلى النصر والفوز في أموره رمن هو مسرف } متجاوز الحد في الاعتداء والظلم { كذاب } مفتر يعيش على الكذب فلا يعرف الصدق . وبعد أن بين لهم هذه الحقيقة العلمية الثابتة أقبل عليهم يعظهم فقال : { يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين } .

الهداية :

من الهداية :

- فضل الإِيمان وفضل صاحبه فقد ورد الثناء على هذا الرجل في ثلاثة رجال هم مؤمن آل فرعون هذا ، وحبيبٌ النجار مؤمن آل ياسين وأبو بكر الصديق رضي الله عنه .

- فصاحة مؤمن آل فرعون هي ثمرة إيمانه وبركته العاجلة فإن لكلماته وقع كبير في النفوس .

- التنديد بالإِسراف في كل شيء والكذب والافتراء في كل شيء وعلى أي شيء .