ثم قال تعالى : { وقال رجل مومن من آل فرعون يكتم إيمانه } .
قيل إنه رجل من بني عم فرعون ولكنه آمن بموسى{[59566]} وكتم إيمانه خوفا من فرعون . قاله السدي{[59567]} .
وقيل : بل كان الرجل ( إسرائيليا ، ولكنه ) كان يكتم إيمانه من آل فرعون خوفا على نفسه ، فيكون في الكلام تقديم وتأخير على هذا القول .
والتقدير : وقال رجل مؤمن يكتم إيمانه فرعون .
( فمن ) متعلقة ب( يكتم ) في موضع مفعول ثان ( ليكتم ) ، فهو في موضع نصب .
وعلى القول الأول{[59568]} ( من ) متعلقة بمحذوف في موضع رفع وهي صفة لرجل كما تقول : مررت برجل من بني تميم{[59569]} .
والتقدير في المحذوف – على القول الأول{[59570]} - : وقال رجل مؤمن منسوب إلى آل فرعون ، ونحو ذلك .
والأول هو اختيار الطبري لأن فرعون ، أصغى إلى قوله وقبل منه ، ولم يقل موسى وقال له : { ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد }[ 29 ] ، ولو كان إسرائيليا لعاجله بالعقوبة كما فعل ( في قتل ){[59571]} أبنائهم حين آمنوا بموسى{[59572]} .
وقوله : { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } أي : أتقتلون موسى من أجل قوله{[59573]} : الله ربي .
{ وقد جاءكم بالبينات من ربكم } أي : بالحجج الظاهرات على صحة ما يقول لكم من توحيد الله عز وجل وطاعته سبحانه وذلك{[59574]} : عصاه ويده .
ثم قال : { وإن يك كاذبا فعليه كذبه } أي : إن يك موسى{[59575]} كاذبا في قوله إن الله أرسله إليكم{[59576]} فإثم كذبه عليه .
{ وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم } أي : وإن يك موسى صادقا في قوله أصابكم بعض الذي يعدكم من العقوبة – إن قتلتموه – فلا حاجة لكم{[59577]} إلى قتله فتزدادوا غضبا من ربكم على غضبه عليكم لكفركم{[59578]} .
و( بعض ) عند أبي عبيدة في موضع ( كل ) ، لأن كل ما واعدوا به كائن لا / بعضه{[59579]} .
وقيل : المعنى في : إنه قال لهم : إن ، أصابكم ما يعدكم وسى هلكتم فضلا عن الكل{[59580]} .
وهذا تأكيد لإلزام الحجة عليهم والتخويف ، لأن البعض إذا كان فيه هلاكهم فالكل أعظم ضررا ، وأشد هلاكا .
وقيل : معناه{[59581]} إن موسى{[59582]} توعدهم بعذاب الدنيا معجلا وعذاب الآخرة مؤخرا ، فقال لهم المؤمن : يصيبكم بعض الذي يعدكم أي : عذاب الدنيا معجلا .
ثم قال { إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب } أي : لا يوفق للحق من هو معتد إلى ما ليس له فعله ، كذاب ( فيما يقول ){[59583]} .
قال قتادة : المسرف هنا : المشرك ، أسرف على نفسه بالشرك{[59584]} .
وقال السدي : المسرف هنا : القتال بغير حق{[59585]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.