جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَالَ رَجُلٞ مُّؤۡمِنٞ مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَكۡتُمُ إِيمَٰنَهُۥٓ أَتَقۡتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ وَقَدۡ جَآءَكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ مِن رَّبِّكُمۡۖ وَإِن يَكُ كَٰذِبٗا فَعَلَيۡهِ كَذِبُهُۥۖ وَإِن يَكُ صَادِقٗا يُصِبۡكُم بَعۡضُ ٱلَّذِي يَعِدُكُمۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ كَذَّابٞ} (28)

{ قال رجل مؤمن من آل فرعون } : من أقاربه وهو ابن عمه{[4362]} ، وعن بعض السلف أنه إسرائيلي ، وعنده إن قوله : " من آل فرعون " متعلق بقوله :{ يكتم إيمانه } : من فرعون ، { أتقتلون رجلا{[4363]} أن يقول } أي : لأن يقول : { ربي الله } : وحده ، { وقد جاءكم بالبينات } : المعجزات على صدقه ، { من ربكم } ، هذا إظهار لإيمانه وإرشاد ثم أخذ في الاحتجاج فقال :{ وإن يك كاذبا فعليه كذبه } : وبال كذبه على نفسه لا يتخطاه ، { وإن يك صادقا يصبكم } أي : لا أقل من أن يصبكم { بعض الذي يعدكم } ، ففيه إظهار الإنصاف وكمال الشفقة فإنه بنى الكلام في النصح على التنزل { إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب } ، كلام ذو وجهين يعني لو كان مسرفا لما هداه الله إلى البينات ، ولو كان كاذبا فهو غير مهتد ، فخلوا سبيله ولا تعظموا شأنه وكان فيه تعرضا لفرعون بالإسراف والكذب


[4362]:آمن بموسى سرا، وكان اسمه حزئيل عند ابن عباس والأكثر /12.
[4363]:أخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه من طريق عروة قال: قلت لعبد الله بن عمرو ابن العاص أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبيه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاء كم بالبينات من ربكم/12 در منثور.