التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (63)

{ أتخذناهم سخريا } قرئ أتخذناهم بهمزة قطع ومعناها توبيخ أنفسهم على اتخاذهم المؤمنين سخريا ، وقرئ بألف وصل على أن يكون الجملة صفة لرجال وقرئ سخريا بضم السين من التسخير بمعنى الخدمة وبالكسر بمعنى الاستهزاء .

{ أم زاغت عنهم الأبصار } هذا يحتمل ثلاثة أوجه :

أحدها : أن يكون معادلا لقولهم : { ما لنا لا نرى رجالا } ، والمعنى ما لنا لا نراهم في جهنم فهم ليسوا فيها أم هم فيها ولكن زاغت عنهم أبصارنا ومعنى زاغت عنهم مالت فلم نرهم .

الثاني : أن يكون معادلا لقولهم : { أتخذناهم سخريا } والمعنى أتخذناهم سخريا . وأم زاغت الأبصار على هذا : مالت عن النظر إليهم احتقارا لهم .

الثالث : أن تكون أم منقطعة بمعنى بل والهمزة فلا تعادل شيئا مما قبلها .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (63)

قوله : { أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا } أي ما لنا لا نرى الذين كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار والأرذال وكنا نستهزئ بهم معنا اليوم في النار ، كنا نسخر منهم في الدنيا فلا نراهم معنا اليوم في النار . أمفقودون هم ؟ { أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ } أم مالت عنهم أبصارنا فلم نرهم ؟ .