التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ} (17)

{ إذ يتلقى المتلقيان } يعني : الملكين الحافظين الكاتبين للأعمال ، والتلقي هو تلقي الكلام بحفظه وكتابته ، والعامل في إذ نحن أقرب ، وقيل : مضمر تقديره اذكر واختاره ابن عطية .

{ عن اليمين وعن الشمال قعيد } أي : قاعد ، وقيل : مقاعد بمعنى مجالس ، ورده ابن عطية بأن المقاعد إنما يكون مع قعود الإنسان ، والقاعد يكون على جميع هيئة الإنسان وإنما أفرده وهما اثنان لأن التقدير عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد من المتلقيين ، فحذف أحدهما لدلالة الآخر عليه ، وقال الفراء : لفظ قعيد يدل على الاثنين والجماعة فلا يحتاج إلى حذف .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ} (17)

قوله : { إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد } { المتلقيان } هما الملكان عن يمين الإنسان وشماله ، يكتب أحدهما حسناته ويكتب الآخر سيئاته . والتلقي معناه الأخذ . و { قعيد } أي قاعد أو مقاعد أو مترصد ، أي كل من الملكين مجالس للإنسان يرقب سلوكه وتصرفاته فيكتب ما يقول وما يفعل من خير أو شر ، والمعنى : أننا قريبون من ابن آدم ، مطلعون على أحواله وأفعاله وأخباره ، وإن حفظتنا الكتبة موكلون به وهم يلازمونه ولا يبرحونه ويكتبون كل ما يصدر عنه من قول أو فعل . و { قعيد } ، مرفوع على أنه خبر عن الثاني . وحذف { قعيد } من الأول . وتقديره : عن اليمين قعيد ، وعن الشمال قعيد . فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه . وقيل غير ذلك{[4318]} .


[4318]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 385.