التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{۞وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (53)

{ وما أبرئ نفسي } اختلفت أيضا هل هو من كلام امرأة العزيز ، أو من كلام يوسف ، فإن كان من كلامها فهو اعتراف بعد الاعتراف ، وإن كان من كلامه فهو اعتراف بما هم به على وجه خطوره على قلبه ، لا على وجه العزم والقصد ، وقاله في عموم الأحوال على وجه التواضع .

{ إن النفس لأمارة بالسوء } النفس هنا للجنس والنفوس ثلاثة أنواع : أمارة بالسوء ، ولوامة وهي التي تلوم صاحبها ومطمئنة .

{ إلا ما رحم ربي } استثناء من النفس إذ هي بمعنى : النفوس أي : الأنفس المرحومة وهي المطمئنة ، ف{ ما } على هذا بمعنى : الذي ، ويحتمل أن تكون ظرفية أي : إلا حين رحمة الله .