التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ} (285)

{ آمن الرسول } الآية : سببها ما تقدم في حديث أبي هريرة : لما قالوا سمعنا وأطعنا مدحهم الله بهذه الآية ، وقدم ذلك قبل كشف ما شق عليهم .

{ والمؤمنون } عطف على الرسول أو مبتدأ ، فعلى الأول يوقف على { المؤمنون } وعلى الثاني يوقف على { من ربه } والأول أحسن .

{ كل آمن بالله } إن كان المؤمنون معطوفا فكل عموم في الرسول والمؤمنون ، وإن كان مبتدأ فكل عموم في المؤمنين ووحد الضمير في { آمن } على معنى أن كل واحد منهم آمن .

{ وكتبه } قرئ بالجمع أي كل كتاب أنزله الله ، وقرئ بالتوحيد يريد القرآن أو الجنس .

{ لا نفرق بين أحد من رسله } التقدير يقولون لا نفرق ، والمعنى لا نفرق بين أحد من الرسل وبين غيره في الإيمان بل نؤمن بجميعهم ، ولسنا كاليهود والنصارى الذين يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض .

{ وقالوا سمعنا وأطعنا } حكاية عن قول المؤمنين على وجه المدح لهم .

{ غفرانك } مصدر ، والعامل فيه مضمر ونصبه على المصدرية تقديره اغفر غفرانك ، وقيل : على المفعولية تقديره : نطلب غفرانك .

{ وإليك المصير } إقرار بالبعث مع تذلل وانقياد ، وهنا تمت حكاية كلام المؤمنين .