المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ} (285)

تفسير الألفاظ :

{ لا نفرق بين أحد من رسله } أي يقولون لا نفرق بين أحد من رسله بتصديق بعضهم وتكذيب البعض الآخر . { وقالوا } أي المؤمنون . { غفرانك } أي نطلب غفرانك .

تفسير المعاني :

آمن الرسول محمد بما أنزل إليه من ربه ، فهو معتقد ما يلقي إليه غير شاك فيه . والمؤمنون كل منهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وقالوا سمعنا أي أجبنا داعيك وأطعنا أمرك فنطلب غفرانك ربنا وإليك المصير .

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مأمور أن يؤمن بما أوحى إليه ، كما أمر كل إنسان أن يؤمن به ، وليس هذا بعجيب فإن المتلقى قد يشك في مصدر ما يلقي إليه فقد يعتقد أنه من الله وقد يتخيله من الشيطان . وقد شك النبي في جبريل أول الوحي فظنه شيطانا أو خاف منه ثم تحقق أنه أمين الوحي إلى رسل الله فاطمأن إليه .