الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ} (285)

أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد قال " لما نزلت ( وإن تبدوا ما في أنفسكم . . . . ) ( البقرة الآية 284 ) الآية . شق ذلك عليهم قالوا : يا رسول الله إنا لنحدث أنفسنا بشيء ما يسرنا أن يطلع عليه أحد من الخلائق ، وإن لنا كذا وكذا . قال : أوقد لقيتم هذا ؟ ذلك صريح الإيمان ، فأنزل الله { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه . . . } الآيتين " .

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب من طريق يحيى بن أبي كثير عن أنس قال : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه } قال النبي صلى الله عليه وسلم " وحق له أن يؤمن . قال : الذهبي منقطع بين يحيى وأنس " .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية قال " وحق له أن يؤمن . قلت هذا شاهد لحديث أنس " .

وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن علي بن أبي طالب . أنه قرأ ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه وآمن المؤمنون ) .

وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس . أنه كان يقرأ ( كل آمن بالله وملائكته وكتابه ) .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت هذه الآية قال المؤمنون : آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان لا نفرق بين أحد من رسله ، لا نكفر بما جاءت به الرسل ، ولا نفرق بين أحد منهم ، ولا نكذب به { وقالوا سمعنا } للقرآن الذي جاء من الله { وأطعنا } أقروا لله أن يطيعوه في أمره ونهيه .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن يحيى بن عمير . أنه كان يقرأ ( لا يفرق بين أحد من رسله ) يقول : كل آمن ، وكل لا يفرق .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { غفرانك ربنا } قال : قد غفرت لكم { وإليك المصير } قال : إليك المرجع والمآب يوم يقوم الحساب .

285