اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ} (285)

في كيفية النَّظم وجوهٌ :

الأول : لما بيَّن في الآيةِ المتقدِّمة كمال المُلْكِ والعلم والقُدرةِ له – تعالى- ، وأنَّ ذلك يوجب كمال صفة الرُّبُوبيَّة ، أَتْبَع ذلك ببيان كون المؤمن في نهاية الانقياد والطَّاعة والخُضُوع لله - تعالى - ، وذلك هو كمالُ العُبُوديَّة .

الثاني : أنه - تعالى - لَمَّا قال : { إِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ } [ البقرة :284 ] وبيَّن أنه لا يخفى عليه من سِرِّنا وجهرنا شيءٌ اَلبتَّة ، ذكر عقيب ذلك ما يَجْرِي مُجْرَى المَدْحِ لنا ؛ فقال : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ } كأنَّهُ بفضله يقول : عبدي ، أنا وإن كُنْتُ أعلم جميع أحوالِك ، فلا أَذكُرُ مِنها إِلاَّ ما يكون مدحاً لك ، حتى تَعْلَمَ أَنِّي الكامِلُ في العِلم والقُدْرَة ، فأنا كامِلٌ في الجُودِ والرَّحْمَةِ ، وفي إِظهارِ الحسناتِ ، وفي السَّتْرِ على السَّيِّئَاتِ .

الثالث : أنه بَدَأَ السُّورة بمدح المُتَّقين { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } [ البقرة :3 ] بيَّن في آخر السُّورة أنَّ الَّذِين مدحهُم في أوَّل السُّورة هم أُمَّةُ محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فقال : { وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } وهذا هو المراد بقوله في أَوَّل السُّورة : { يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } [ البقرة :3 ] ، ثم قال هاهنا { وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } [ البقرة :285 ] . وهو المراد بقوله في أَوَّل السُّورة : { وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } [ البقرة :3 ] ، ثم قال هاهنا { غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } وهو المراد بقوله أَوَّل السُّورة : { وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } [ البقرة :4 ] ثم حكى عنهم هاهنا كيفيَّة تضرُّعِهِمِ في قولهم : { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا . . . } [ البقرة :286 ] إلى آخر السُّورَة ، وهو المراد بقوله أَوَّل السورة : { أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ البقرة :5 ] .

فصلٌ في بيان سبب النُّزُول

قال القرطبيُّ{[4960]} : سبب نزول هذه الآية : الآيةُ الَّتِي قبلها ، وهو قوله : { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ } [ البقرة :284 ] " فإنه لمَّا نزل هذا على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم اشتدَّ ذلك على أصحابِ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَوا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثم بَرَكُوا على الرُّكب ، فقالوا : أي رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذْ كُلِّفْنَا من الأَعمالِ ما نُطِيق ؛ الصَّلاة والصِّيام والجِهَادُ ، وقد أُنزِل عليكَ هذه الآيةُ ولا نُطِيقُهَا ، فقال رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الكِتَابَيْنِ من قَبْلِكُمْ : سَمِعنَا وعَصَيْنَا ، بل قولُوا : سَمِعْنَا وأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ " فلما قَرَأَها القومُ وذَلَّت بها أنْفُسُهْم ، أَنزَل اللهُ في إِثرها { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ } إلى قوله : { غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } فلما فعلُوا ذلك ، نسخَها اللهُ ، فأنزلَ اللهُ { لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } [ البقرة :286 ] قال : نعم ، { رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا } قال : نعم { رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ } قال : نعم { وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } قال : نعم "

أخرجهُ مسلمٌ ، عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه{[4961]} - .

فصلٌ

معنى قوله : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَبِّهِ } : أنه عَرَفَ بالدَّلائل القاهرة ؛ أن هذا القُرْآن وجُملة ما فيه من الشَّرائع والأَحكامِ مُنزَّلٌ من عِندِ الله - تعالى - ، وليس من إلقاء الشَّيَاطين ولا السِّحر والكهانة ، بل بما ظَهر من المُعجزات على يد جبريل - عليه الصَّلاة والسَّلام - .

وقوله : { والمُؤْمِنُونَ } فيه احتمالان :

أحدهما : أَنَّهُ يَتِمُّ الكلامُ عند قوله - تعالى - { وَالْمُؤْمِنُونَ } ، فيكُونُ المعنى : آمَن الرَّسُولُ والمُؤْمِنُونَ بما أُنزِل إِلَيهم من ربِّهم ، ثم ابتدأ [ بعد ] ذلك بقوله : { كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ } والمعنى : كُلُّ أحَدٍ من المذكُورين وهم الرَّسُول والمُؤْمِنُون آمَنَ بالله .

والاحتمال الثَّاني : أن يتمَّ الكلامُ عند قوله : { بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَبِّهِ } ثم يَبْتَدِىءُ { الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ } ويكون المعنى : أن الرَّسول آمَنَ بكُلِّ ما أُنزلَ إليه من ربِّه ، وأمَّا المُؤْمِنُونَ فإِنَّهم آمَنُوا بالله ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ .

فالوجه الأول يشعر بأنه - عليه السَّلام - ما كان مؤمناً بِرَبِّه ، ثم صار مُؤْمِناً به ، ويَحْتمِلُ عدم الإِيمان إلى وقت الاستدلالِ .

وعلى الوجه الثاني يُشْعِر اللَّفْظُ بأنَّ الَّذِي حدث هو إيمانُهُ بالشَّرائع التي نَزَلَتْ عليه ؛ كما قال - تعالى - { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ }

[ الشورى :52 ] فأمَّا الإِيمانُ بالله ومَلاَئِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ على الإِجمال ، فقد كان حاصلاً منذُ خُلِقَ من أَوَّل الأَمْرِ ، وكيف يُسْتَبْعَدُ ذلك مع أَنَّ عيسى - عليه الصَّلاة والسَّلام - حين انفصَلَ عن أُمِّهِ ، قال { إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ } [ مريم :30 ] فإذا لم يَبْعُد أن يكُونَ عيسى رسولاً من عند اللهِ حين كان طِفْلاً ، فكيف يُستبعد أن يقال : إن محمَّداً كان عارفاً بربِّه من أَوَّل [ مَا ] خُلِقَ كامل العقلِ .

فصلٌ

دلَّت الآية على أنَّ الرَّسُول آمَنَ بما أُنزِل إليه من رَبِّه ، والمؤْمِنُون آمَنُوا بالله ومَلاَئِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ ، وإنما خُصَّ الرَّسُول - عليه الصَّلاة والسَّلام - بذلك ؛ لأنَّ الذي أُنزِل إليه من رَبِّه قد يكُونُ كلاماً مَتْلُوّاً يسمعهُ الغير ويعرِفُه ، فيمكنُه أن يؤمن به ، وقد يكون وحياً لا يعلمُه سواه فيكونُ - عليه الصَّلاة والسَّلام - مُختصّاً بالإيمان به ، ولا يتمكَّنُ غيره من الإِيمان به ، فلهذا السَّبب كان الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - مختصّاً في باب الإيمان بما لا يمكن حصوله في غيره .

قوله تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ } : يجوزُ فيه وجهان :

أحدهما : أنه مرفوعٌ بالفاعلية عطفاً على " الرَّسُول " - عليه الصَّلاة والسَّلام - فيكونُ الوقفُ هنا ، ويدُلُّ على صحَّةِ هذا قراءةُ عليّ بن أبي طالب - كرم الله وجهه - : " وَآمَنَ المُؤْمِنُونَ " ، فأَظْهَرَ الفعلَ ، ويكون قوله : " كُلٌّ آمَنَ " جملةً من مبتدأ وخبر يدُلُّ على أنَّ جميع مَنْ تقدَّم ذكره آمَنَ بما ذكر .

والثاني : أن يكون " المُؤْمِنُونَ " مبتدأٌ ، و " كلٌّ " مبتدأ ثانٍ ، و " آمَنَ " خبرٌ عن " كُلّ " وهذا المبتدأ وخبرُه خبرُ الأوَّل ؛ وعلى هذا فلا بُدَّ من رابطٍ بين هذه الجملةِ وبين ما أخبر بها عنه ، وهو محذوفٌ ، تقديرُه : " كُلٌّ مِنْهُمْ " وهو كقولهم : " السَّمْنُ مَنَوَانِ بِدِرْهَمٍ " ، تقديرُه : مَنَوَانِ مِنْهُ ، قال الزمخشريُّ : " والمؤمنُونَ إن عُطِفَ على الرسول ، كان الضّميرُ الذي التنوينُ نائبٌ عنه في " كُلّ " راجعاً إلى " الرَّسُول " - صلى الله عليه وسلم - و " المُؤْمِنُونَ " أي : كلُّهم آمَنَ بالله ومَلاَئِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ من المذكورين . ووُقِفَ عليه ، وإن كان مبتدأً كان الضميرُ للمؤمنين " .

فإن قيل : هل يجوزُ أَنْ يكون " المُؤْمِنُونَ " مبتدأ ، و " كُلٌّ " تأكيد له ، و " آمَنَ " [ خبر هذا ] المبتدأ ؟ فالجوابُ : أنَّ ذلك لا يجوزُ ؛ لأنهم نَصُّوا على أَنَّ " كُلاًّ " وأخواتها لا تقعُ تأكيداً للمعارف ، إلا مضافةٌ لفظاً لضميرِ الأولِ ، ولذلك ردُّوا قولَ مَنْ قال : إِنَّ كُلاًّ في قراءة مَنْ قَرَأَ : { إِنَّا كُلاًّ فِيهَا } [ غافر :48 ] تأكيدٌ لاسم " إِنَّ " وقرأ الأَخَوان{[4962]} هنا " وَكِتَابِهِ " بالإِفراد ، والباقون بالجمعِ ، وفي سورة التحريم [ آية12 ] قرأ أبو عمرو وحفصٌ عن عاصم بالجَمْع ، والباقون بالإفراد ، فتلخّصَ من ذلك أنَّ الأخوين يَقْرَآن بالإِفراد في الموضعين ، [ وأنَّ أبا عمرو وحفصاً يقْرآن بالجمعِ في الموضعَيْن ] ، وأنَّ نافعاً وابن كثير وابن عامر وأبا بكر عن عاصمٍ قَرَءُوا بالجمع هنا ، وبالإِفرادِ في التحريم .

فأمَّا الإِفرادُ ، فإنه يُراد به الجنسُ ، لا كتابٌ واحدٌ بعينه ، وعن ابن عبَّاس - رضي الله عنه - : " الكتَابُ أكثرُ من الكُتُب " قال الزمخشريُّ : فإنْ قلت : كيف يكون الواحدُ أكثرَ من الجمعِ ؟ قلت : لأنه إذا أُريد بالواحدِ الجنسُ ، والجنسيةُ قائمةٌ في وحداتِ الجنس كُلِّها ، لَمْ يَخْرُج منه شيءٌ ، وأمَّا الجمعُ ، فلا يَدْخُل تحته إلاَّ ما فيه الجنسية من الجُمُوع . قال أبو حيان : " وليس كما ذكر ؛ لأنَّ الجمعَ متى أُضيفَ ، أو دَخَلَتْه الألفُ واللامُ [ الجنسية ] ، صارَ عامّاً ، ودلالةُ العامِّ دلالةٌ على كلِّ فردٍ فردٍ ، فلو قال : " أَعْتَقْتُ عَبِيدِي " ، لشمل ذلك كلَّ عَبْدٍ له ، ودلالةُ الجمعِ أظهرُ في العموم من الواحدِ ، سواءٌ كانت فيه الألف واللام أو الإِضافة ، بل لا يُذهَبُ إلى العموم في الواحد ، إلاَّ بقرينةٍ لفظيَّةٍ ، كأَنْ يُسْتَثْنَى منه أو يوصفَ بالجمع ؛ نحو : { إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ } [ العصر :2-3 ] " أَهْلَكَ النَّاسَ الدِّينَارُ الصُّفْرُ والدِّرْهَمُ البِيضُ " أو قرينةٍ معنويةٍ ؛ نحو : " نِيَّة المُؤْمِنِ أَبْلَغُ مِنْ عَمَلِهِ " وأقصى حالِهِ : أن يكونَ مثل الجمعِ العامِّ ، إذا أريد به العموم " . قال شهاب الدِّين{[4963]} : للناس خلافٌ في الجمع المحلَّى بأَلْ أو المضافِ : هل عمومُه بالنسبةِ إلى مراتبِ الجموعِ ، أم إلى أعمَّ من ذلك ، وتحقيقُه في علم الأُصُول .

وقال الفارسيُّ : هذا الإِفرادُ ليس كإفراد المصادر ، وإن أريدَ بها الكثيرُ ؛ كقوله تعالى : { وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً } [ الفرقان :14 ] ولكنه كما تُفْرَدُ الأسماءُ التي يُرَاد بها الكثرةُ ، نحو : كَثُرَ الدِّينَارُ والدِّرهمُ ، ومجيئها بالألف واللام أكثرُ من مجيئها مضافةً ، ومن الإِضافةِ : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا } [ إبراهيم :34 ] وفي الحديث : " مَنَعَتِ العِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا{[4964]} " يُراد به الكثيرُ ، كما يُراد بما فيه لامُ التعريف . قال أبو حيان : " انتهى ملخصاً ، ومعناه أنَّ المفرد المحلَّى بالألفِ واللام يعُمُّ أكثر من المفرد المُضافِ " .

قال شهاب الدين : وليس في كلامه ما يدُلُّ على ذلك البتة ، إنما فيه أنَّ مجيئها في الكلامِ معرَّفةً بأَلْ أكثرُ من مجيئها مضافةً ، وليس فيه تَعَرُّضٌ لكثرةِ عمومٍ ولا قِلَّتِهِ .

وقيل : المرادُ بالكتابِ هنا القرآن ؛ فيكونُ المرادُ الإِفراد الحقيقيَّ . وأمَّا الجمعُ ، فلإِرادةِ كلِّ كتابٍ ؛ إذْ لا فرق بين كتابٍ وكتابٍ ، وأيضاً ؛ فإنَّ فيه مناسبةً لَما قبلَه وما بعدَه من الجمعِ .

ومَنْ قرأ بالتَّوحيد في التحريم ، فإنما أراد به الإِنجيل ؛ كإرادة القرآن هنا ، ويجوزُ أن يُرادَ به أيضاً الجِنْسُ ، وقد حَمَلَ على لفظ " كُلّ " في قوله : " آمَنَ " فَأَفْرد الضمير ، وعلى معناه ، فجمع في قوله : " وَقَالُوا سَمِعْنَا " ، قال الزمخشريّ : ووحَّد ضمير " كُلّ " في " آمَنَ " على معنى : كُلُّ واحدٍ منهم آمَنَ ، وكان يجوزُ أن يُجْمَعَ ؛ كقوله تعالى : { وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ } [ النمل :87 ] .

وقرأ يحيى{[4965]} بن يعمر - ورُويت عن نافع - " وكُتْبِهِ وَرُسْلِهِ " بإسكان العين فيهما ، ورُوي عن{[4966]} الحسن وأبي عمرو تسكين سين " رُسْلِهِ " .

فصلٌ

دلَّت هذه الآية الكريمة على أنَّ معرفة هذه المراتب الأربع من ضرورات الإيمان :

فالمرتبة الأولى : هي الإيمانُ بالله - سبحانه - بأنَّهُ الصَّانع القادِرُ العالِمُ بجميع المعلومات ، الغنيُّ عن كُلِّ الحاجات .

والمرتبة الثانية : الإِيمانُ بالملائكة ؛ لأَنَّه - سبحانه - إنَّما يُوحِي إلى الأَنبياء - عليهم الصَّلاة والسَّلام - بواسطة الملائكة ، قال : { يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } [ النحل :2 ] ، وقال : { فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ } [ الشورى :51 ] وقال : { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ } [ الشعراء :193-194 ] ، وقال : { عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى } [ النجم :5 ] ، وإذا ثبت أنَّ وحي اللهِ إنَّما يصلُ إلى البشر بواسطة الملائكة ، فالملائكة واسطةٌ بين اللهِ وبيْن البشرِ ؛ فلهذا السَّبب ذكر الملائكة في المرتبة الثانية ، ولهذا قال : { شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ } [ آل عمران :18 ] .

والمرتبة الثالثة : الكُتُب ؛ وهو الوَحْي الذي يتلقَّاهُ الملك من اللهِ - تعالى - ، ويُوصِلُه إلى البشر ، فلمَّا كان الوَحْيُ هو الَّذِي يتلقَّاهُ المَلَكُ من اللهِ ؛ فلهذا السَّبَب جُعِلَ في المرتبة الثالثة .

المرتبة الرابعة : الرسُلُ ؛ وهم الَّذِين يأخذُون الوَحْيَ من الملائكة ، فيكونون متأخِّرين عن الكتب ؛ فلهذا جعلُوا في المرتبة الرابعة .

قوله : " لاَ نُفَرِّقُ " هذه الجملة منصوبةٌ بقولٍ محذوف ، تقديره : " يقولون : لا نُفَرِّقُ " ، ويجوز أن يكون التقدير : " يَقُولُ " يعني يجوز أن يراعى لفظ " كُلّ " تارةً ، ومعناها أخرى في ذلك القول المقدَّر ، فمن قدَّر " يَقُولُونَ " ، راعى معناها ومن قدَّر " يَقُولُ " ، راعى لفظها ، وهذا القول المضمر في محلِّ نصبٍ على الحال ، ويجوز أن يكون في محلِّ رفعٍ ؛ لأنه خبر بعد خبر ، قاله الحوفيُّ .

والعامَّة على " لاَ نُفَرِّقُ " بنون الجمع .

وقرأ ابن جبير{[4967]} وابن يعمر وأبو زرعة ويعقوب - ورويت عن أبي عمرو أيضاً - " لا يُفَرِّقُ " بياء الغيبة ؛ حملاً على لفظ " كُلّ " ، وروى هارون أنَّ في مصحف عبد الله{[4968]} " لا يُفَرِّقُونَ " بالجمع ؛ حملاً على معنى " كُلّ " ؛ وعلى هاتين القراءتين ، فلا حاجة إلى إضمار قولٍ ، بل الجملة المنفية بنفسها : إمَّا في محلِّ نصب على الحال ، وإمَّا في محلّ رفعٍ خبراً ثانياً ؛ كما تقدَّم في ذلك القول المضمر .

قوله : " بَيْنَ أَحَدٍ " متعلِّقٌ بالتفريق ، وأضيف " بَيْنَ " إلى أحد ، وهو مفرد ، وإن كان يقتضي إضافته إلى متعدد ؛ نحو : " بَيْنَ الزَّيْدَيْنِ " أو " بَيْنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍ و " ، ولا يجوز " بَيْنَ زَيْدٍ " ، ويسكت - إمَّا لأنَّ " أَحَداً " في معنى العموم ، وهو " أَحَد " الذي لا يستعمل إلا في الجحد ، ويراد به العموم ؛ فكأَنَّه قيل : لا نفرِّق بين الجميع من الرسل ، قال الزمخشريُّ : كقوله : { فَمَا مِنكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } [ الحاقة :47 ] ، ولذلك دخل عليه " بَيْنَ " وقال الواحدي : و " بَيْنَ " تقتضي شيئين فصاعداً ، وإنما جاز ذلك مع " أَحَدٍ " ، وهو واحدٌ في اللفظ ؛ لأنَّ " أَحَداً " يجوز أن يؤدَّى عن الجميعِ ؛ قال الله تعالى : { فَمَا مِنكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } [ الحاقة :47 ] وفي الحديث : " مَا أُحِلَّت الغَنَائِمُ لأَحَدٍ سُودِ الرُّءُوسِ غَيْركُمْ " ، يعني : فوصفه بالجمع ؛ لأنَّ المراد به جمعٌ ، قال : وإنَّما جاز ذلك ؛ لأنَّ " أَحَداً " ليس كرجلٍ يجوز أن يثنَّى ويجمع ، وقولك : " مَا يَفْعَلُ هَذَا أَحَدٌ " ، تريد ما يفعله الناس كلُّهم ، فلما كان " أَحَد " يؤدَّى عن الجميع ، جاز أن يستعمل معه لفظ " بَيْنَ " ، وإن كان لا يجوز أن تقول : " لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ رَجُلٍ مِنْهُمْ " .

قال شهاب الدين : وقد ردَّ بعضهم هذا التأويل ؛ فقال : وقِيلَ إنَّ " أَحَداً " بمعنى " جميع " ، والتقدير : " بَيْنَ جَمِيعِ رُسُلِهِ " ويبعد عندي هذا التقدير ، لأنه لا ينافي كونهم مفرِّقين بين بعض الرسل ، والمقصود بالنفي هو هذا ؛ لأن اليهود والنصارى ما كانوا يفرّقون بين كلِّ الرسل ، بل البعض ، وهو محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ؛ فثبت أنَّ التأويل الذي ذكروه باطلٌ ، بل معنى الآية : لا نُفَرِّقُ بين أحدٍ من رسله ، وبين غيره في النبوَّة .

فصل

قال شهاب الدين : وهذا وإن كان في نفسه صحيحاً ، إلا أنَّ القائلين بكون " أَحَد " بمعنى " جميع " ، وإنما يريدون في العموم المصحِّح لإضافة " بَيْنَ " إليه ؛ ولذلك ينظِّرونه بقوله تعالى : { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ } [ الحاقة :47 ] ، وبقوله : [ الرجز ]

إِذَا أُمُورُ النَّاسِ دِيكَتْ دَوْكَا *** لاَ يَرْهَبُونَ أَحَداً رَأَوْكَا{[4969]}

فقال : " رَأَوْكَ " ؛ اعتباراً بمعنى الجميع المفهوم من " أَحَد " .

وإمَّا لأن ثمَّ معطوفاً محذوفاً ؛ لدلالة المعنى عليه ، والتقدير : " لاَ نُفَرِّقُ بين أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ، وبَيْنَ أَحَدٍ " وعلى هذا : فأحد هنا ليس الملازم للجحد ، ولا همزته أصليةٌ ، بل هو " أَحَد " الذي بمعنى واحد ، وهمزته بدلٌ من الواو ، وحذف المعطوف كثيرٌ جدّاً ، نحو : { سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ } [ النحل :81 ] أي : والبرد ، وقوله : [ الطويل ]

فَمَا كَانَ بَيْنَ الخَيْرِ لَوْ جَاءَ سَالِماً *** أَبُو حُجُرٍ إِلاَّ لَيَالٍ قَلاَئِلُ{[4970]}

أي : بين الخير وبيني .

و " مِنْ رُسُلِهِ " في محلِّ جرٍّ ؛ لأنه صفةٌ ل " أَحَد " ، و " قَالُوا " عطفٌ على " آمَنَ " ، وقد تقدَّم أنه حمل على معنى " كُلّ " .

فصل

قال الواحديُّ{[4971]} - رحمه الله - : قوله : " سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا " أي : سمعنا قوله ، وأطعنا أمره ، إلاَّ أنه حذف المفعول .

قال ابن الخطيب{[4972]} : وحذف المفعول{[4973]} في هذا الباب ظاهراً وتقديراً ، أولى ؛ لأنَّك إذا جعلت التَّقدير : سمعنا قوله وأطعنا أمره ، أفاد أن هاهنا قول آخر غير قوله ، وأمر آخر يطاع سوى أمره ، فأمَّا إذا لم يقدَّر فيه ذلك المفعول ، أفاد أنَّه ليس في الوجود قول يجب سمعه إلاَّ قوله ، وليس في الوجود أمر يقال في مقابلته أطعنا إلاَّ أمره ، فكان حذف المفعول صورةً ومعنًى في هذا الموضع أولى .

فصل

لما وصفهم بقوله : " سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا " ، علمنا أنه ليس المراد منه السَّماع الظَّاهر ؛ لأن ذلك لا يفيد المدح ، بل المراد : عقلناه وعلمنا صحَّته ، وتيقَّنا أنَّ كل تكليف ورد على لسان الملائكة والأنبياء - عليهم السلام - إلينا ، فهو حقٌّ صحيحٌ واجبٌ قبوله وسمعه ، والسَّمع بمعنى القبول والفهم واردٌ في القرآن ؛ قال تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ ق :37 ] ، والمعنى : لمن سمع الذِّكرى بفهم حاضرٍ ، وعكسه قوله تعالى : { كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً } [ لقمان :7 ] ، وقولهم بعد ذلك : " وَأَطَعْنَا " فدلَّ على أنَّهم ما أَخلُّوا بشيءٍ من التَّكاليف ، فجمع تعالى بهذين اللَّفظين كلَّ ما يتعلَّق بأحوال التَّكاليف علماً وعملاً .

قوله : " غُفْرَانَكَ " منصوبٌ : إمَّا على المصدرية ، قال الزمخشريُّ : " منصوبٌ بإضمار فعله ، يقال : " غُفْرَانَكَ ، لاَ كُفْرَانَكَ " أي : نستغفرك ولا نكفرك ، فقدَّره جملةً خبريةً ، وهذا ليس مذهب سيبويه{[4974]} - رحمه الله - ، إنما مذهبه تقدير ذلك بجملةٍ طلبية ؛ كأنه قيل : " اغْفِرْ غُفْرَانَكَ " ويستغنى بالمصدر عن الفعل نحو : " سقياً ورعياً " ونقل ابن عطيَّة هذا قولاً عن الزَّجَّاج{[4975]} ، والظاهر أنَّ هذا من المصادر اللازم إضمار عاملها ؛ لنيابتها عنه ، وقد اضطرب فيها كلام ابن عصفور{[4976]} ، فعدَّها تارةً مع ما يلزم فيه إضمار الناصب ؛ نحو : " سُبْحَانَ اللهِ ، [ ورَيْحَانَهُ " ] ، و " غُفْرَانَكَ لاَ كُفْرَانَكَ " ، وتارةً مع ما يجوز إظهار عامله ، والطلب في هذا الباب أكثر ، وقد تقدَّم في أول الفاتحة نحو من هذا .

وقال الفرَّاء : هو مصدرٌ وقع موقع الأمر ، فنصب وهو أولى من قول من يقول : " نَسْأَلك غُفْرَانَكَ " لأن هذه الصِّيغة لما كانت موضوعة لهذا المعنى ، فقد كانت أدلَّ عليه ؛ ونظيره : حمداً وشكراً ، أي : أحْمَدُ حَمْداً وأشْكُر شُكْراً .

فإن قيل : إن القوم لما قبلوا التَّكاليف ، وعملوا بها ، فأيُّ حاجةٍ لهم إلى طلب المغفرة ؟ فالجواب من وجهين :

الأول : أنَّهم وإن بذلوا جهدهم في أداء التَّكاليف ، فهم خائفون من صدور تقصيرٍ ، فلمَّا جوَّزوا ذلك ، طلبوا المغفرة للخوف من التَّقصير .

الثاني : قال - صلى الله عليه وسلم - " [ إِنَّهُ لَيُغَانُ ] عَلَى قَلْبِي ، حَتّى أَنِّي أَسْتَغْفِرُ اللهَ في اليَوْمِ واللَّيْلَةِ سَبْعِينَ مَرَّة{[4977]} " ، وذكروا لهذا الحديث تأويلات ؛ من جملتها : أنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يترَقَّى في جملة العبوديَّة ، فكان كلما ترقَّى عن مقام إلى مقام أعلى من الأوَّل ، رأى الأوَّل حقيراً ، فيستغفر الله منه ؛ فكذلك طَلَبُ الغفران في هذه الآية .

والمصير : اسم مصدر من صار يصير ، أي : رجع ، وقد تقدَّم في قوله :

{ الْمَحِيضِ } [ البقرة :222 ] أنَّ في المفعل من الفعل المتعلِّ [ العين ] بالياء ثلاثة مذاهب ، وهي : جريانه مجرى الصحيح ، فيبنى اسم المصدر منه على مفعل بالفتح ، والزمانُ والمكان بالكسر ، نحو : ضَرَبَ يَضْرِب مَضْرِباً ، أو يُكْسَرُ مطلقاً ، أو يُقْتَصَرُ فيه على السَّماع ، فلا يتعدَّى ، وهو أعدلها ، ويطلق المصير على المِعَى ، ويجمع على مصران ، كرغيفَ ورغفان ، ويجمع مصران على مصارين .

فصل

في قوله - تبارك وتعالى - : { وَإِلَيْكَ المَصِيرُ } فائدتان :

إحداهما : أنَّهم كما أقرُّوا بالمبدإ ؛ فكذلك أقرُّوا بالمعاد ؛ لأن الإيمان بالمبدإ أصل الإيمان بالمعاد .

والثانية : أن العبد متى علم أنَّه لا بدَّ من المصير إليه ، والذهاب إلى حيث لا حكم إلاَّ حكم الله - تعالى - ، ولا يستطيع أحدٌ [ أن ] يشفع إلاَّ بإذن الله ، كان إخلاصه في الطَّاعات أتمَّ ، واحترازه عن السَّيِّئات أكمل .


[4960]:- ينظر: تفسير القرطبي 3/275.
[4961]:- تقدم.
[4962]:- يعني حمزة والكسائي، وانظر: السبعة 195، 196، والكشف 1/323، والحجة 2/455، وحجة القراءات 152، 153، والعنوان 76، وشرح الطيبة 4/138، وشرح شعلة 307، وإعراب القراءات 1/106، وإتحاف 1/462.
[4963]:- ينظر: الدر المصون 1/693.
[4964]:- أخرجه مسلم (4/2220) كتاب الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات (33/2896) وأبو داود (1/166) كتاب الخراج باب إيقاف أرض السواد وأرض العنوة (3535) وأحمد (2/262) والبغوي في "شرح السنة" (5/662) عن أبي هريرة.
[4965]:- انظر: المحرر الوجيز 1/392، والبحر المحيط 2/379، والدر المصون 1/694.
[4966]:- انظر: البحر المحيط 2/379، والدر المصون 1/694.
[4967]:- انظر: المحرر الوجيز 1/392، والبحر المحيط 2/380، والدر المصون 1/694.
[4968]:- انظر: السابق.
[4969]:- البيت لرؤبة ينظر القرطبي 3/429، البحر 2/380، الدر المصون 1/694.
[4970]:- تقدم برقم 813.
[4971]:- ينظر: تفسير الفخر الرازي 7/118.
[4972]:- ينظر: المصدر السابق.
[4973]:- في ب: المعقولات.
[4974]:- ينظر: الكتاب لسيبويه 1/164.
[4975]:- ينظر: معاني القرآن للزجاج 1/370.
[4976]:- ينظر: شرح المجمل 1/407.
[4977]:- أخرجه مسلم كتاب الذكر 41 وأبو داود (1515) وأحمد (4/211) والبيهقي (7/52) والطبراني في "الكبير" (1/280) والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/43) والبغوي في تفسيره (6/180).