التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{يَدۡعُواْ لَمَن ضَرُّهُۥٓ أَقۡرَبُ مِن نَّفۡعِهِۦۚ لَبِئۡسَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَلَبِئۡسَ ٱلۡعَشِيرُ} (13)

{ يدعو لمن ضره أقرب من نفعه } فيها إشكالان :

الأول : في المعنى وهو كونه وصف الأصنام بأنها لا تضر ولا تنفع ، ثم وصفها بأن ضرها أقرب من نفعها فنفى الضر ثم أثبته ، فالجواب : أن الضر المنفي أولا يراد به ما يكون من فعلها وهي لا تفعل شيئا ، والضر الثاني يراد به ما يكون بسببها من العذاب وغيره .

والإشكال الثاني : دخول اللام على من وهي في الظاهر مفعول واللام لا تدخل على المفعول ، وأجاب الناس عن ذلك بثلاثة أوجه :

أحدها : أن اللام مقدمة على موضعها ، كأن الأصل أن يقال يدعو من لضره أقرب من نفعه ، فموضعها الدخول على المبتدأ .

الثاني : أن يدعو هنا كرر تأكيدا ليدعو الأول وتم الكلام عنده ، ثم ابتدأ قوله : { لمن ضره } ف{ من } مبتدأ وخبره { لبئس المولى } .

والثالث : أن معنى يدعو يقول يوم القيامة هذا الكلام إذا رأى مضرة الأصنام فدخلت اللام على مبتدأ في أول الكلام { المولى } هنا بمعنى الولي { العشير } الصاحب فهو من العشيرة .