تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَدۡعُواْ لَمَن ضَرُّهُۥٓ أَقۡرَبُ مِن نَّفۡعِهِۦۚ لَبِئۡسَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَلَبِئۡسَ ٱلۡعَشِيرُ} (13)

الآية 13 : وقوله تعالى : { يدعو لمن ضره أقرب من نفعه } قال بعضهم : تأويله{[12936]} : يدعو من ضره{[12937]} أقرب من نفعه . وقال بعضهم : قوله : { يدعو لمن ضره أقرب من نفعه } هذا إن عبده ضرته عبادته إياه في الآخرة .

[ وذكر في الآية ] {[12938]} الأولى حين{[12939]} قال : { يدعوا من دون الله ما لا يضره } إن ترك عبادته في الدنيا { وما لا ينفعه } إن عبده ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { لبئس المولى ولبئس العشير } [ قال بعضهم : { لبئس المولى } أي الولي { ولبئس العشير } ]{[12940]} يعني الصاحب كقوله : { وعاشروهن بالمعروف } [ النساء : 19 ] . أي صاحبوهن بالمعروف . وقال بعضهم : { لبئس المولى } أي الولي ، وهو الشيطان { ولبئس العشير } أي القرين الذي لا يفارق .

وقال القتبي : أي الصاحب والخليل ، وهو ما ذكرنا ، كله واحد . وقال أبو عوسجة : { العشير } الرفيق الذي تعاشره ، وتصاحبه ، وتخالطه ، والعشير الزوج أيضا .

وقال القتبي : { ثاني عطفه } يتكبر معرضا . وكذلك قال أبو عوسجة : { ثاني عطفه } أي متكبرا متجبرا . والعطف في الأصل الجانب ، والأعطاف جميع ، وقوله : { من يعبد الله على حرف } قال : لا يدري أحق هو أم باطل ؟ وهو الشك . يقال : إني من هذا الأمر على حرف أي على شك ، لست بمستيقن . وقال القتبي : على حرف واحد وعلى وجه واحد وعلى مذهب واحد . وقال قتادة على شك على ما ذكرنا . وقال أبو عبيدة : على حرف أي لا يدوم ، ويقول : إنما أنا [ على ] {[12941]} حرف أي لا أثق بك ، ونحو هذا . وأصله : ما ذكرنا في ما تقدم . وقال بعضهم : قوله : { يدعو لمن ضره } في الآخرة { أقرب من نفعه } انقلب على وجهه ، أي رجع إلى دينه .


[12936]:أدرجت في الأصل و م: بعد يدعو.
[12937]:في الأصل و م: يضره، في م: يضر به.
[12938]:في الأصل و م: و.
[12939]:في الأصل و م: حيث.
[12940]:من م، ساقطة من الأصل.
[12941]:ساقطة من الأصل و م.