بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَدۡعُواْ لَمَن ضَرُّهُۥٓ أَقۡرَبُ مِن نَّفۡعِهِۦۚ لَبِئۡسَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَلَبِئۡسَ ٱلۡعَشِيرُ} (13)

{ يَدْعُواْ لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ } ، يعني : يعبد لمن إثمه وعقوبته أكثر من ثوابه ومنفعته ؛ ويقال : ضره في الآخرة أكثر من نفعه في الدنيا ؛ فإن قيل : لم يكن في عبادته نفع البتة ، فكيف يقال : من نفعه ولا نفع له ؟ قيل له : إنما قال هذا على عاداتهم ؛ وهم يقولون لشيء لا منفعة فيه : ضره أكثر من نفعه ، كما يقولون لشيء لا يكون هَنَا بَعِيدٌ ، كما قالوا { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ } [ ق : 3 ] .

ثم قال تعالى : { لَبِئْسَ المولى } ، يعني : بئس الصاحب ، { وَلَبِئْسَ العشير } ؛ يعني : بئس الخليط ؛ ويقال : معناه من كانت عبادته عقوبة عليه ، فبئس المعبود هو .