التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ} (14)

{ ووصينا الإنسان } هذه الآية والتي بعدها اعتراض في أثناء وصية لقمان لابنه على وجه التأكيد لما في وصية لقمان من النهي عن الشرك بالله ، ونزلت الآية في سعد بن أبي وقاص وأمه حسبما ذكرنا في العنكبوت .

{ حملته أمه وهنا على وهن } أي : ضعفا على ضعف ، لأن الحمل كلما عظم ازدادت الحامل به ضعفا ، وانتصاب وهنا بفعل مضمر تقديره تهن وهنا .

{ وفصاله } أي : فطامه ، وأشار بذلك إلى غاية مدة الرضاع .

{ أن اشكر } تفسير للوصية واعترض بينها وبين تفسيرها بقوله : { وفصاله في عامين } ليبين ما تكابده الأم بالولد مما يوجب عظيم حقها ، ولذلك كان حقها أعظم من حق الأب .