{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ( 14 ) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( 15 ) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ( 16 ) }
{ ووصينا الإنسان بوالديه } أي : أمرناه أن يبرهما ، وهذه الوصية بالوالدين وما بعدها في قوله : { وما كنتم تعلمون } اعتراض بين كلام لقمان على نهج الإستطراد ، لقصد التأكيد لما قبلها من النهي عن الشرك بالله وتفسير التوصية هو قوله : أن آشكر لي و لوالديك وما بينهما اعتراض بين المفسر والمفسر ، وفي جعل الشكر لهما مقترنا بالشكر لله دلالة على أن حقهما من أعظم الحقوق على الولد وأكبرها وأشدها وجوبا .
{ حملته أمه وهنا على وهن } قرئ بسكون الهاء وبفتحها في الموضعين ، وهما لغتان ، أي : أنها حملته في بطنها ، وهي تزداد كل يوم ضعف على ضعف ، فإنها لا يزال يتضاعف ضعفها ، والوهن الضعف والمشقة ، وقد وهن من باب وعد ، ووهنه غيره توهينا والوهن والموهن نحو من نصف الليل . وقال ابن عباس : شدة بعد شدة ، وخلقا بعد خلق ، وقيل : المعنى أن المرأة ضعيفة الخلقة ، ثم يضعفها الحمل ، وقيل : أي حملته بضعف على ضعف : وقال الزجاج المعنى لزمها بحملها إياه أن تضعف مرة بعد مرة : أي : وهنا كائنا على وهن ، لأن الحمل وهن ، والطلق وهن ، والوضع وهن ، والرضاعة وهن ، وانتصاب وهنا على المصدر أو الحال .
{ وفصاله في عامين } الفصال ، الفطام عن الرضاع ، وهو أن يفصل الولد عن الأم ، وقرئ وفصله وهما لغتان ، يقال : انفصل عن كذا أي : تميز ، وبه سمي الفصيل ، والمعنى : فطامه لتمام سنتين عن الرضاع ، قال البيضاوي : وفيه دليل على أن مدة الإرضاع حولان .
{ أن اشكر لي ولوالديك } أي : وصيناه بشكرنا وشكر والديه ، قال سفيان ابن عيينه : من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله ؛ ومن دعا لوالديه في أدبار الصلوات الخمس فقد شكر لوالديه . و ( أن ) مفسرة أو مصدرية ، وهو قول الزجاج { إلى المصير } تعليل لوجوب امتثال الأمر ، أي الرجوع إليّ لا إلى غيري ، وقيل : الجزاء عليّ وقت المصير إليّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.