بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ} (14)

قوله عز وجل : { وَوَصَّيْنَا الإنسان } فكأنه يقول : آمركم بما أمر به لقمان لابنه بأن لا تشركوا بالله شيئاً ، وآمركم بأن تحسنوا إلى الوالدين فذلك قوله عز وجل : { وَوَصَّيْنَا الإنسان } يعني : أمرناه بالإحسان { بوالديه } يعني أن يبر والديه .

ثم ذكر حق الأم وما لقيت من أمر الولد من الشدة فقال : { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً على وَهْنٍ } يعني : ضعفاً على ضعف ، لأن الحمل في الابتداء أيسر عليها . فكلما ازداد الحمل يزيدها ضعفاً على ضعف { وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } يعني : فطامه بعد سنتين من وقت الولادة { أَنِ اشكر لِي ولوالديك } يعني : وصّيناه وأمرناه بأن اشكر لي بما هديتك للإسلام ، واشكر لوالديك بما فعلا إليك ثم قال : { إِلَيّ المصير } فأجازيك بعملك .