غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ} (14)

1

ثم وصى الله سبحانه الإنسان بشكر إنعام الوالدين وبطاعتهما وإن كانا كافرين إلا أن يدعواه إلى الإشراك بالله . وهذه جملة معترضة نيط باعتراضها غرضان : أحدهما أن طاعة الأبوين تالية لعبادة الله ، والثاني تأكيد كون الشرك أمراً فظيعاً منكراً حتى إنه يلزم فيه مخالفة من يجب طاعته وقوله { حملته أمه وهناً } أي حال كونها تهن وهناً { على وهن } أي ضعفاً على ضعف ، لأن الحمل كلما زاد وعظم ازدادت ثقلاً وضعفاً ، اعتراض في اعتراض تحريضاً على رعاية حق الوالدة خصوصاً . روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه قال : " قلت : يا رسول الله من أبر ؟ قال : أمك ثم أمك ثم أباك " وقوله { وفصاله في عامين } توقيت للفطام كما مر في " البقرة " في قوله

{ والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين } [ البقرة : 233 ] وفيه تنبيه آخر على ما كابدته الأم من المشاق .

/خ19