الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ} (14)

قوله : { وَهْناً عَلَى وَهْنٍ } : يجوزُ أَنْ ينتصِبَ على الحال مِنْ " أمُّه " أي : ضَعْفاً على ضَعْفٍ ، أو مِنْ مفعولِ " حَمَلَتْه " أي : عَلَقَةً ثم نطفة ثم مُضغة . وكلاهما جاء في التفسير . وقيل : منصوبٌ على إسقاطِ الخافض أي : في وَهْنٍ . قاله أبو البقاء . و " على وَهْن " صفةٌ ل " وَهْناً " .

وقرأ الثقفي وأبو عمروٍ في روايةٍ { وَهَناً عَلَى وَهْنٍ } بفتحِ الهاءِ فيهما . فاحتمل أَنْ يكونا لغتين كالشَّعْر والشَّعَر ، واحتمل أنْ يكونَ المفتوحَ مصدرَ وَهِنَ بالكسر يَوْهَنُ وَهَناً . وقرأ الجحدريُّ وقتادةُ وأبو رَجاءٍ/ " وفَصْلُه " دونَ ألفٍ أي : وفِطامُه .

قوله : " أن اشْكُرْ " في " أنْ " وجهان ، أحدهما : أنها مفسرة . والثاني : أنها مصدريةٌ في محلِّ نصبٍ ب " وَصَّيْنا " . وهو قولُ الزجَّاج .