فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ} (14)

{ وهنا } ضعفا .

{ وفصاله } وفطامه بعد تمام رضاعه .

{ المصير } المرجع .

{ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير } لكأن هذه الآية والتي بعدها وصية من الله تعالى لكل الأناسي جاءت بين قول لقمان لابنه ووعظه إياه ، وصى ربنا سبحانه كل فرد من بني الإنسان ببر أبيه وأمه{[3426]} والإحسان إليهما ، وذكر بما تلاقيه الأم من أجل وليدها ، فهي بحكم تكوينها ضعيفة يزيدها الحمل ضعفا على ضعفها ، أو { حملته } فألحق بها إبان حمله ضعفا ، تزايد خطره وتفاقم أمره يوما بعد يوم إلى أن بلغ المدى حين الولادة والنفاس{ وهنا على وهن } ثم رعايته ورضاعه إلى أن يتم فطامه بإكمال سنتين ، وأمرنا للإنسان برعاية أبويه يكون بإكرامهما وطاعتهما ، وعرفان حقهما ، والوفاء لهما ، وذلك من شكر الله المنعم علينا وعلى والدينا وعلى الخلق كافة ، ثم نرد إلى ربنا فيجزي الشاكرين ويسعد مصيرهم .


[3426]:يقول بعض اللغويين: ولعل إطلاق[الوالدين] على الأب والأم مع أن الأم هي التي ولدت دون الأب، وإنما يعني تغليبا، وترقيقا، وتذكيرا بما لقيا في سبيل ولدهما.