قوله : { وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ } لما منعه من العبادة لغير الله والخدمة قريبٌ منها في الصورة بين أنها غير ممتنعة بل هي واجبة لغير الله ( في بعض{[42423]} الصور ) كخدمة الأبوين ثم بين السبب فقال : «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ » يعني لله على العبد نعمة الابتداء بالخلق ونعمة الإبقاء بالرزق أي صارت بقدرة الله سبب وجوده فإنها حملته وبرضاعه حصل التربية والبقاء .
قوله : { وَهْناً على وَهْنٍ } يجوز أن ينتصب{[42424]} على الحال من ( أُمُّهُ{[42425]} ) أي ضَعْفاً على ضعف . وقال ابن عباس : شدة على شدة{[42426]} ، وقال مجاهد : مشقة بعد مشقة{[42427]} وقال الزجاج : المرأة إذا حَمَلَتْ{[42428]} توَالَى عليها الضعف والمشقة ، وقيل : الحمل ضعف والوضع ضعف ، وقيل : منصوب على إسقاط{[42429]} الخافض أي في وهنٍ . قال أبو البقاء{[42430]} : «وعلى وهن » صفة له «لوَهْناً » . وقرأ الثَّقَفِي{[42431]} وأبو عمرٍو - في رواية - وَهَناً على وَهَنٍ - بفتح الهاء فيهما{[42432]} - فاحتمل أن تكونا لغتين كالشَّعْرِ والشَّعَرِ ، واحتمل أن يكون المفتوح مصدر «وَهِنَ » بالكسر يَوهَنُ وَهناً .
قوله : «وفصاله » قرأ الجَحْدِرِيُّ وقتادةُ وأبُو رَجَاء{[42433]} والحسنُ «وفَصْلُهُ » دون ألف{[42434]} - أي وفِطامُهُ في عامين .
فإن قيل : وصى الله بالوالدين ، وذكر السبب في حق الأم مع أن الأب وجد منه الحشر من الأم لأنه حمله في صلبه سنين ورباه بكسبه سنين فهو أبلغ .
فالجواب : أن المشقة الحاصلة للأم أعظم فإن{[42435]} الأبَ حمله خلفة لكونه من جملةِ جَسَدِهِ ، والأم حملته ثقلاً آدميّاً مودع فيها وبعد وضعه وتربيته ليلاً ونهاراً وبينهما ما لا يخفى من المشقة .
قوله : «أَنْ اشْكُرْ » في «أن » وجهان :
أحدهما : أنها مفسرة{[42436]} .
والثاني : أنها مصدرية في محل نصب ب «وصّينا » قاله الزجاج{[42437]} ، لما كان الوالدان سببَ وجود الولد والموجد في الحقيقة للولد والوالدين هو الله أمر بأن يشكر قبلهما . ثم بين الفرق بين «إِلَيَّ المَصِيرُ » أي المرجع ، قال سفيان بن عيينة{[42438]} في هذه الآية من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله ، ومن دعا للوالدين في أَدْبَار الصَّلَوَاتِ الخَمْس فقد شكر الوالدين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.