التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡبَحۡرَانِ هَٰذَا عَذۡبٞ فُرَاتٞ سَآئِغٞ شَرَابُهُۥ وَهَٰذَا مِلۡحٌ أُجَاجٞۖ وَمِن كُلّٖ تَأۡكُلُونَ لَحۡمٗا طَرِيّٗا وَتَسۡتَخۡرِجُونَ حِلۡيَةٗ تَلۡبَسُونَهَاۖ وَتَرَى ٱلۡفُلۡكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (12)

{ وما يستوي البحران } قد فسرنا البحرين الفرات والأجاج في الفرقان ، وسائغ في النحل ، والقصد بالآية التنبيه على قدرة الله ووحدانيته وإنعامه على عباده وقال الزمخشري : إن المعنى أن الله ضرب للبحرين الملح والعذب مثلين للمؤمن والكافر وهذا بعيد .

{ لحما طريا } : يعني الحوت .

{ حلية تلبسونها } : يعني الجوهر والمرجان ، فإن قيل : إن الحلية لا تخرج إلا من البحر الملح دون العذب فكيف قال : { ومن كل } أي : كل واحد منهما ؟ فالجواب من ثلاثة أوجه :

الأول : أن ذلك تجوز في العبارة كما قال : { يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم } [ الأنعام : 130 ] والرسل إنما هي من الإنس .

الثاني : أن المرجان إنما يوجد في البحر الملح حيث تنصب أنهار الماء العذب أو ينزل المطر فلما كانت الأنهار والمطر وهي البحر العذب تنصب في البحر الملح كان الإخراج منهما جميعا .

الثالث : زعم قوم أنه يخرج اللؤلؤ والمرجان من الملح والعذب وهذا قول يبطله الحس .

{ مواخر } ذكر في النحل .