{ لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء } الولد يكون على وجهين : أحدهما : بالولادة الحقيقية وهذا محال على الله تعالى لا يجوز في العقل .
الثاني : التبني بمعنى الاختصاص والتقريب كما يتخذ الإنسان ولد غيره ولد ولدا لإفراط محبته له وذلك ممتنع على الله بإخبار الشرع فإن قوله : { وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا } [ مريم :92 ] يعم نفي الوجهين فمعنى الآية على ما أشار إليه ابن عطية : لو أراد الله أن يتخذ ولدا على وجه التبني لاصطفى لذلك مما يخلق من موجوداته ومخلوقاته ولكنه لم يرد ذلك ولا فعله ، وقال الزمخشري معناه : لو أراد الله اتخاذ الولد لامتنع ذلك ولكنه يصطفي من عباده من يشاء على وجه الاختصاص والتقريب لا على وجه اتخاذه ولدا فاصطفى الملائكة وشرفهم بالتقريب فحسب الكفار أنهم أولاده ثم زادوا على ذلك أن جعلوهم إناثا فأفرطوا في الكفر والكذب على الله وملائكته .
{ سبحانه هو الله الواحد القهار } نزه تعالى نفسه من اتخاذ الولد ثم وصف نفسه بالواحد لأن الوحدانية تنافي اتخاذ الولد لأنه لو كان له ولد لكان من جنسه ولا جنس له لأنه واحد ووصف نفسه بالقهار ليدل على نفي الشركاء والأنداد لأن كل شيء مقهور تحت قهره تعالى فكيف يكون شريكا له ثم أتبع ذلك بما ذكره من خلقة السموات والأرض وما بينهما ليدل على وحدانيته وقدرته وعظمته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.