التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَّوۡ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدٗا لَّٱصۡطَفَىٰ مِمَّا يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ} (4)

قوله تعالى { لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار } :

قال ابن كثير : ثم بين تعالى أنه لا ولد له كما يزعمه جهلة المشركين في الملائكة ، والمعاندون من اليهود والنصارى في العزير وعيسى ، فقال : { لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء } أي لكان الأمر على خلاف ما يزعمون . وهذا شرط لا يلزم وقوعه ولا جوازه ، بل هو محال ، وإنما قصد تجهيلهم فيما ادعوه وزعموه ، كما قال : { لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين } ، { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين }- كل هذا من باب الشرط ، ويجوز تعليق الشرط على المستحيل لقصد المتكلم .