{ سبح اسم ربك الأعلى } التسبيح في اللغة التنزيه وذكر الاسم هنا يحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون المراد المسمى ويكون الاسم صلة كالزائد ، ومعنى الكلام سبح ربك أي : نزهه عما لا يليق به ، وقد يتخرج ذلك على قول من قال : إن الاسم هو المسمى .
والآخر : أن يكون الاسم مقصودا بالذكر ويحتمل المعنى على هذا أربعة أوجه :
الأول : تنزيه أسماء الله تعالى عن المعاني الباطلة كالتشبيه والتعطيل .
الثاني : تنزيه أسماء الله عن أن يسمى بها صنم أو وثن .
الثالث : تنزيه أسماء الله عن أن تدرك في حال الغفلة دون خشوع .
الرابع : أن المراد قول سبحان الله ولما كان التسبيح باللسان لا بد فيه من ذكر الاسم فلذلك أوقع التسبيح على : الاسم وهذا القول هو الصحيح ويؤيده ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قرأ هذه الآية قال : " سبحان ربي الأعلى " . وأنها لما نزلت قال : " اجعلوها في سجودكم " فدل ذلك على أن المراد هو التسبيح باللسان مع موافقة القلب ولا بد في التسبيح باللسان من ذكر اسم الله تعالى فلذلك قال : { سبح اسم ربك الأعلى } مع أن التسبيح في الحقيقة إنما هو لله تعالى لا لاسمه وإنما ذكر الاسم لأنه هو الذي يوصل به إلى التسبيح باللسان وعلى هذا يكون موافقا في المعنى لقوله : { فسبح باسم ربك } لأن معناه نزه الله بذكر اسمه ويؤيد هذا ما روي عن ابن عباس أن معنى سبح " صل باسم ربك " أي : صل واذكر في الصلاة اسم ربك ، والأعلى يحتمل أن يكون صفة للرب أو للاسم والأول أظهر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.