ويقال سورة سبّح : هي تسع عشرة آية وهي مكية في قول الجمهور . وقال الضحاك : هي مدنية . وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة { سبح اسم ربك الأعلى } بمكة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعائشة مثله . وأخرج البخاري وغيره عن البراء بن عازب قال : «أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم ، فجعلا يقرآننا القرآن ، ثم جاء عمار وبلال وسعد ، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء ، فما جاء حتى قرأت { سبح اسم ربك الأعلى } في سورة مثلها » . وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه عن علي قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة : { سبح اسم ربك الأعلى } » . أخرجه أحمد ومسلم وأهل السنن عن النعمان بن بشير «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين وفي الجمعة ب { سبح اسم ربك الأعلى } ، و{ هل أتاك حديث الغاشية } ، وإن وافق يوم جمعة قرأهما جميعاً » وفي لفظ «وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأهما » وفي الباب أحاديث . وأخرج مسلم وغيره عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يقرأ في الظهر ب { سبح اسم ربك الأعلى } » . وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي بن كعب قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر ب { سبح اسم ربك الأعلى } ، و{ قل يا أيها الكافرون } ، و{ قل هو الله أحد } » . وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة قالت : «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر في الركعة الأولى بسبح ، وفي الثانية { قل يا أيها الكافرون } ، وفي الثالثة { قل هو الله أحد } والمعوذتين » ، وفي الصحيحين «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ : هلا صليت ب { سبح اسم ربك الأعلى } ، { والشمس وضحاها } ، { والليل إذا يغشى } » .
قوله : { سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى } أي نزّهه عن كل ما لا يليق به . قال السديّ : { سبّح اسم ربك الأعلى } أي عظمه . قيل : والاسم هنا مقحم لقصد التعظيم ، كما في قول لبيد :
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما *** ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
والمعنى : سبّح ربك الأعلى . قال ابن جرير : المعنى نزّه اسم ربك أن يسمى به أحد سواه ، فلا تكون على هذا مقحمة . وقيل المعنى : نزّه تسمية ربك ، وذكرك إياه أن تذكره إلاّ وأنت خاشع معظم ، ولذكره محترم . وقال الحسن : معنى سبّح اسم ربك الأعلى : صلّ له . وقيل المعنى : صلّ بأسماء الله لا كما يصلي المشركون بالمكاء والتصدية . وقيل المعنى : ارفع صوتك بذكر ربك ، ومنه قول جرير :
قبح الإله وجوه تغلب كلما *** سبّح الحجيج وكبّروا تكبيراً
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.