هذه السورة مكية . ولما ذكر فيما قبلها { فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ }
كأن قائلاً قال : من خلقه على هذا المثال ؟ فقيل :{ سَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ } . وأيضاً لما قال :
{ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } ، قيل : هو { سَنُقْرِئُكَ } ، أي ذلك القول الفصل .
{ سبح } : نزّه عن النقائص ، { اسم ربك } : الظاهر أن التنزيه يقع على الاسم ، أي نزهه عن أن يسمى به صنم أو وثن فيقال له رب أو إله ، وإذا كان قد أمر بتنزيهه اللفظ أن يطلق على غيره فهو أبلغ ، وتنزيه الذات أحرى .
وقيل : الاسم هنا بمعنى المسمى .
وقيل : معناه نزّه اسم الله عن أن تذكره إلا وأنت خاشع .
وقال ابن عباس : المعنى صلّ باسم ربك الأعلى ، كما تقول : ابدأ باسم ربك ، وحذف حرف الجر .
وقيل : لما نزل { فسبح باسم ربك العظيم } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اجعلوها في ركوعكم » فلما نزل : { سبح اسم ربك الأعلى } ، قال : « اجعلوها في سجودكم » وكانوا يقولون في الركوع : اللهم لك ركعت ، وفي السجود : اللهم لك سجدت .
قالوا : { الأعلى } يصح أن يكون صفة لربك ، وأن يكون صفة لاسم فيكون منصوباً ، وهذا الوجه لا يصح أن يعرب { الذي خلق } صفة لربك ، فيكون في موضع جر لأنه قد حالت بينه وبين الموصوف صفة لغيره .
لو قلت : رأيت غلام هند العاقل الحسنة ، لم يجز ؛ بل لا بد أن تأتي بصفة هند ، ثم تأتي بصفة الغلام فتقول : رأيت غلام هند الحسنة العاقل .
فإن لم يجعل الذي صفة لربك ، بل ترفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أو تنصبه على المدح ، جاز أن يكون الأعلى صفة لاسم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.